محمية الأزرق: واحة طبيعية في جيب فقر يواجه كارثة بيئية محدقة
الأزرق - تحديات جمة تواجه المحميات الطبيعية في المملكة، الأمر الذي يعوق التطلعات لتنميتها وتطويرها، ويجعلها عرضة لكوارث بيئية محدقة، في ظل التجاهل الرسمي لمشكلاتها.
ومحمية الأزرق ليست استثناء من تلك الحالة العامة للمحميات، التي تعاني استنزافا مستمرا لمواردها المائية، يؤثر على تنوعها الحيوي.
ناهيك عن تضاؤل عدد السياح القاصدين إليها، لاسيما وأن مكاتب السياحة والسفر لا تضعها ضمن أجندتها وبرامجها السياحية، رغم أن المحمية تعد محطة رئيسية لأسراب الطيور المهاجرة، وموطنا أصليا للسمك السرحاني الذي لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر.
ويتجاوز دور محمية الأزرق الدور السياحي والبيئي إلى الدور التنموي للمجتمع المحلي.
وكانت واحة الأزرق جوهرة زرقاء في الصحراء قبل الضخ الجائر للمياه في الثمانينيات، إذ كانت تجتذب مليون طائر مهاجر في وقت واحد، وكانت أعداد الطيور الكبيرة تغطي ضوء الشمس في بعض الأوقات، وبحلول العام 1993 وبسبب الضخ الهائل للمياه تراجع المسطح المائي وخسرت المحمية كثيراً من قيمتها البيئية.
وبذلك عانت الأزرق من كارثة بيئية بسبب الضخ الجائر للمياه من حوض الأزرق على مدى العقود الماضية، وحفر الآبار بشكل غير قانوني ما أدى إلى تناقص مستويات الماء في السنوات الخمسين الأخيرة، ففي العام 1981 بدأ مستوى الماء بالهبوط ووصل لمستويات متدنية جداً، الأمر الذي أدى إلى جفاف مساحات واسعة من الأراضي الرطبة والتي وصلت لأكثر من 25 كم2.
وفي العام 1992 جفت الينابيع الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الرطبة ووصل عمق المياه لاثني عشر متراً تحت سطح الأرض، الأمر الذي أدى إلى تضاؤل كميات المياه، لتصل إلى ما نسبته 0.04 % من المنطقة التي كانت تغطيها في السابق، ما سبب نقصانا في أعداد الطيور التي تتوقف في الأزرق خلال هجرتها.
وبدأت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في العام 1994، وبدعم دولي، عملية إنقاذ للواحة، حيث واستعادت جزءا من الأرض الرطبة، وتمكنت من رفع نسبة المياه المنخفضة 10 %، إلا أنه ولغاية العام 2005 لم يتم تحقيق الهدف بسبب الضخ المستمر، ونقص القوة البشرية، وقلة الخبرة بإدارة المناطق الرطبة.
ورغم ذلك قامت الجمعية في العام 2005 بإعادة تأهيل الواحات لتعود إلى ما كانت عليه في الخمسينيات، ما أعاد بعض الطيور التي كانت تزور المحمية سابقا إلى العودة لزيارتها من جديد، وتم بناء العديد من مرافق مراقبة الطيور.
وتعد المنطقة الرطبة في الأزرق غنية بالتنوع الحيوي، وتوفر مواطن طبيعية لعدد من الكائنات المائية والبرية، مثل السمك السرحاني، الذي يُعدّ الحيوان الفقاري الوحيد المتوطن في الأردن، إذ إنه لا يوجد في أي مكان آخر في العالم. ونظراً لتراجع بيئة هذا النوع من الأسماك، أصبح سمك السرحاني مهدداً بالانقراض، وقد جرت عدة عمليات لإعادة تأهيل المنطقة لحماية هذا النوع من الانقراض.
مشاهدات
تجذب محمية الأزرق الزوار بمناظرها الخلابة وأجوائها الفريدة، فلا صوت ينبعث هناك سوى أصوات الطيور التي تغرد، بالإضافة إلى حركة المياه في حوض الازرق.
في المكان كانت تتواجد مجموعات سياحية ولم يلحظ أي وجود للزوار الأردنيين سوى عائلة مكونة من أب وام وابنهما، قاموا بالبحث عن مكان يستظلون تحته لتناول طعام الغداء.
واهم ما يميز المحمية أنها مكان إقامة للطيور المهاجرة وهناك مسار دائري خشبي يلتف حول البرك المائية ويعطي الزائر معلومات ومشاهد كاملة حول المحمية.
كما توجد في المحمية أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة ما بين أفريقيا وآسيا، وقد تم تسجيل حوالي 307 أنواع من الطيور فيها، ويقدر عدد الطيور التي تمر بالمحمية حوالي نصف مليون طائر سنويا.
وبموجب معاهدة رامسار في إيران اعتبرت محمية الازرق منطقة مائية ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة، وذلك لغنى المحمية بالأحياء البرية النباتية والحيوانية وهي شبه مغطاة بالنباتات المائية.
كما أن هناك موقعا خاصا لرؤية الطيور عن طريق نوافذ زجاجية، وهي غنية بالأحياء البرية كالجاموس، والأحياء المائية كالأسماك، كما أنها شبه مغطاة بالنباتات المائية.
وسميت محمية الأزرق بهذا الاسم نسبة إلى واحة الأزرق المائية التي تشكل جزءاً من مساحتها وتغطيها البرك والمستنقعات والنباتات المائية.
وتوفر المحمية الحماية للطيور التي تعيش أو تتنقل قرب السبخات والبرك والمحميات المائية في محمية الأزرق.
وبالإضافة إلى ذلك يوجد في المحمية مركز للزوار مزود بوسائل ايضاحية وتعليمية حديثة، وتوجد بعض المواقع الأثرية في المحمية أهمها سد أموي صغير لحجز المياه.
وخلال التجوال في المحمية يجد الزائر نزل الأزرق الذي يبعد عن المحمية المائية حوالي كيلومتر واحد، وقد تم افتتاحه في أوائل العام 2006 ويشكل وجوده مكاناً مثالياً لاستكشاف الصحراء الشرقية في المملكة.
وفي المحمية تنشط فتيات من منطقة الأزرق في مجال التغليف والخياطة والطباعة الحريرية وإعادة تدوير الورق والرسم على بيض النعام.
محمية في جيب فقر
وقال القائم بأعمال محمية الأزرق المائية، عمر الشوشان، إن محمية الازرق تقع ضمن مناطق جيوب الفقر ووجودها ساعد نوعا ما في توفير فرص عمل لأهالي تلك المنطقة من خلال عمل برنامج توزيع عادل للمنفعة الاقتصادية، تم من خلال دراسة اقتصادية واجتماعية للمجتمعات المحلية والمحيطة بها لتحديد الجهات المستفيدة من المحمية.
ولفت الشوشان إلى التحديات التي تواجه محمية الأزرق والممثلة بقلة أعداد زوارها وخاصة فيما يتعلق بسياح المبيت، ملقيا اللوم في ذلك على مكاتب السياحة والسفر التي تعزف غالبيتها عن ترويج المحميات الطبيعية في الأردن، أو إضافتها ضمن برامجها واجندتها السياحية، وتركيزها بدلا من ذلك على الأماكن السياحية المعروفة وهي العقبة والبتراء والبحر الميت او ما يسمى بـ" مناطق المثلث الذهبي".
وأضاف الشوشان تحديا آخر يواجه محمية الأزرق، وهو مشكلة انخفاض منسوب المياه من حوض الازرق المائي نتيجة ضخ كميات كبيرة منها لتزويد المدن الرئيسية في عمان والزرقاء، مشيرا الى أن محمية الازرق تعرضت نتيجة لذلك إلى دمار شامل منذ العام 1993؛ حيث يضخ ما يقارب 55 مليون متر مكعب سنويا فيما نسبة التجدد للحوض تتراوح بين 20 إلى 22 مليون متر مكعب من مياه الامطار. وتقع محمية الأزرق في واحة الأزرق في الصحراء الشرقية من الأراضي الأردنية، ومساحتها تبلغ 12 كيلومترا مربعا، وتبتعد عن العاصمة عمان حوالي 115 كيلومترا وهي بالقرب من محمية الشومري.
أبعد من الدور السياحي والبيئي
وقال الشوشان إن دور المحمية لم يقتصر على الجانب السياحي والبيئي، بل يشمل كذلك الدور التنموي من خلال خلق فرص عمل لأبناء المنطقة وتعميم الفوائد على السكان المحليين، وبذلك تكون محمية الازرق من المؤسسات الرائدة في تطبيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العادلة للمجتمع المحلي، وفقا للشوشان، الذي أشار إلى أن المحمية مستمرة في إعداد تقارير تبين الاستفادة من الأنشطة التي تقوم بها حتى يكون لديها دائما المعلومة التي ستساعدها في بناء القرار الصحيح والمناسب.
وبين الشوشان أن من غايات إدارة المحمية العمل على استهداف المناطق التي لم تستفد بشكل جيد من المنافع التي تقدمها محمية الازرق، إضافة إلى التقليل من المشتريات الخارجية والبحث بدلا منها عن ايجاد موردين محليين في المنطقة والتركيز على تعميم الفوائد غير المباشرة مثل تقديم الدعم الفني والإداري، وبناء القدرات الادارية للجمعيات الخيرية في الأزرق ومحاولة إيجاد ممولين للمشاريع التي تطرح من قبل هذه الجمعيات.
محمية المناطق
الرطبة في المملكة
وبين الشوشان أن محمية الأزرق المائية هي احدى المحميات التي انشأتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي المحمية الوحيدة التي تمثل نمط المناطق الرطبة في المملكة الاردنية الهاشمية وتكمن أهميتها بأنها محطة مهمة لهجرة الطيور وموطن اصلي للسمك السرحاني.
وبحسب الشوشان، فإن محمية الأزرق تختلف عن غيرها من محميات المملكة بطريقة إدارتها، إذ إن جميع كوادر محمية الازرق هم من سكان المجتمع المحلي، وهو موزعون حسب الفئات السكانية للمناطق التي تحيط بها كما أنهم مدربون وذوو خبرة في مجالات عملهم.
وأضاف أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، ومن منطلق رسالتها المتمثلة بالحفاظ على التنوع الحيوي في المملكة وفي منطقة الازرق وتكاملها مع التنمية الاقتصادية، حرصت على إفادة المجتمع المحلي بالطرق المباشرة وغير المباشرة من منتجات المحمية، وذلك من خلال إيجاد الوظائف واقامة المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وزيادة المشتريات وتعزيز السياحة البيئية.
برامج في المحمية
واشار إلى وجود برامج لصون وحماية الطبيعة في المحمية، وتعنى بحماية التنوع الحيوي في الأزرق والحرص على المحافظة على الانواع المهددة بالانقراض، وتطبيق قانون الزراعة والبيئة وعمل الدراسات البيئية وتحليلها، وبناء القرارات التي تتوافق مع نتائجها كما يوجد بها برامج للاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي والتعليم البيئي؛ حيث تقوم هذه البرامج بتوعية المجتمع المحلي بأهمية المحافظة على البيئة والتنوع الحيوي، كما تقوم بالتنسيق مع المدارس من خلال بناء برامج هدفها اكساب الطلبة المعرفة والوعي بأهمية المحافظة على التنوع الحيوي وحماية البيئة، كذلك تقوم هذه البرامج بمساعدة الجمعيات الخيرية من خلال جذب التمويل لمشاريع لها علاقة بالجانب البيئي حيث استفادت كثير من الجمعيات في الازرق من هذا الجانب من خلال بناء المعرفة ومن خلال كتابة
مقترحات مشاريع وجذب التمويل والاشراف على تنفيذ المشاريع.
بدورها، أعدت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة دراسة اظهرت ان اجمالي استفادة منطقة الازرق من الرواتب والمشتريات والمشاريع من محمية الازرق تجاوز الـ 157 الف دينار في العام الماضي، توزعت ما بين الأزرق الشمالي بقيمة 77850 الف دينار، والازرق الجنوبي 64157 الف دينار، والتطوير الحضري 10599 الف دينار وحي الامير حمزة 4460 الف دينار.
مشاريع اقتصادية في المحمية
تحوي محمية الأزرق العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تهتم بإنتاج منتجات من المصادر المحلية من الرسم على بيض النعام والخياطة وصناعة الألعاب البيئية؛ حيث يعمل بهذه المشاريع بشكل دائم 25 فتاة من المجتمع الحلي من المناطق المحيطة في محمية الأزرق، وتستفيد هذه الشريحة من التدريب المستمر وبناء القدرات والمنافع المادية.
وبين الشوشان أن وجود المحمية أسهم بتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وتحديدا من نساء المنطقة، إذ ان جميع المشتريات في المحمية هي من شغل أيادي العاملات في مشاريع الرسم على بيض النعام والتغليف البيئي وإعادة تدوير الورق والخياطة والطباعة الحريرية. وأشار الشوشان إلى ان النساء اللواتي يعملن في مشاريع المحمية، يحصلن على دخل ثابت وضمان اجتماعي وهن خاضعات للتأمين الصحي، بالإضافة إلى حصولهن على صندوق ادخار، لافتا إلى أن عدد المستفيدين من المشاريع التي تقيمها المحمية 55 موظفا وموظفة.
وبين أن المحمية تسهم بطريقة غير مباشرة بدعم المجتمع المحلي في الازرق من خلال دعم السياحة في المنطقة؛ حيث تستفيد جميع المحال التجارية من المجموعات في الأزرق من السياحة التي تمر بها، كما ان الجمعية تعمل برامج سياحية في الازرق مثل برنامج ركوب الدراجات؛ حيث يقوم السياح بركوب الدراجات متجولين في الازرق.
وأشارت الدراسة، التي أعدتها الجمعية، إلى أن محمية الأزرق تقوم بتطبيق مبدأ إدماج برامج حماية التنوع الحيوي وإنشاء المحميات بهدف تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال جميع برامجها؛ حيث اصبحت محمية الازرق من المؤسسات التي تقوم على تحقيق عدالة توزيع المنفعة التي تتضح من خلال توزيع الوظائف والمشتريات والمنافع الاخرى من بناء القدرات للجمعيات الخيرية وجذب المشاريع لها. وقال الشوشان إن المحمية عملت برنامجا للتوزيع العادل للمجتمع المحلي في الازرق من خلال إعداد دراسة لتلك المجتمعات تحدد الجهات المستفيدة من وجود المحمية.
وأشار الشوشان إلى أن الدخل السنوي للمحمية لا يغطي سوى 40 % من نفقاتها، لافتا إلى أن عدد زوارها بلغ خلال العام الماضي 5 آلاف زائر، وتلك أعداد قليلة نتيجة قلة الترويج السياحة للمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى امتناع الأدلاء السياحيين عن جلب المجموعات الى المحمية لعدم حصولهم على عمولة من المحمية مقابل جلبهم لتلك المجموعات.
توفر المحمية للفتيات في المنطقة أعمالا وحرفا يدوية تساعدهن على تأمين دخول تغطي احتياجاتهن وأسرهن؛ إذ يعملن في خمسة مشاريع رئيسية للحرف اليدوي مثل الرسم على بيض النعام والخياطة والتغليف البيئي واعادة تدوير الورق والطباعة الحريرية.
فتيات عاملات
إحدى الفتيات العاملات، فضلت عدم نشر اسمها، قالت إن المشاريع التي توفرها المحمية تكمل بعضها بعضا، وتعكس طبيعة الحياة الطبيعية فيها وتنفذ بتصاميم تحاكي توجهات وأهداف المحمية.
وتضيف إن هذه المشاريع وفرت دخلا للعديد من الفتيات اللواتي لم يكن يجدن مصدرا للرزق؛ إذ يصل عدد العاملات في هذه المشاريع قرابة 24 فتاة منهن متزوجات اصبحن قادرات على الإنفاق على أسرهن جنبا إلى جنب مع ازواجهن.
وبينت أن غالبية المواد المستخدمة في هذه المشاريع تأتي من المجتمع المحلي للمنطقة ما ينعكس كذلك بالنفع عليها.
رواتب العاملين
في محمية الأزرق المائية
وأظهرت الدراسة أن منطقة الأزرق الجنوبي هي اكثر المناطق استفادة من الرواتب العام 2010، تليها منطقتا الازرق الشمالي والتطوير الحضري، ويعود ذلك إلى أن منطقة الأزرق الجنوبي تقع بالقرب من المحمية، ومنطقة الازرق الشمالي هي اكبر تجمع في الأزرق، فيما لا توجد بحسب الدراسة اي استفادة لمنطقة حي حمزة من الرواتب، لذا تضع المحمية منطقة حي الامير حمزة ضمن اولوياتها في الوظائف مستقبلا.
السياحة في المحمية
وبحسب الدراسة، يوجد في محمية الازرق برنامج السياحة البيئية المتمثل بمركز الزوار في المحمية، ونزل الازرق؛ حيث يحتوي على خدمة الطعام والشراب وخدمة المبيت؛ إذ تقوم محمية الازرق ومن منطلق مساعدة المجتمعات المحلية بشراء جميع المواد المستخدمة في عمليات السياحة من منطقة الازرق كذلك تقوم بعمل برامج سياحية تعتمد على تقديم خدمات الطعام والشراب لدى بيوت المجتمع المحلي، حيث يوجد ثلاث ممرات سياحية تقوم على هذا الاساس حليا في المحمية.
ويمكن للسائح في المحمية البقاء في نزل الأزرق والذي يقع في محيط المحمية ويتكون من 15 غرفة مجهزة بكل المرافق والخدمات اللازمة وتتم الحجوزات فيه إما بالجمعية الملكية لحماية الطبيعة في عمان او في النزل نفسه، وفيه مرافق وخدمات متواضعة لكنها تمتاز بالنظافة والبساطة.
وبنت الجمعية العلمية لحماية الطبيعة النزل على أنقاض مستشفى ميداني بناه الإنجليز في الستينيات من القرن الماضي. وبعد الانتهاء من الجولة في النزل دعينا من قبل المحمية إلى غداء يعكس الثقافة المجتمعية لمختلف الاصول التي يرجع اليها سكان المنطقة من دروز وشيشان.
وقال الشوشان إن ادارة المحمية تحرص على ان تشمل قائمة الأكلات لديها اطباقا من مختلف الثقافات، مؤكدا أنها تلقى قبولا كبيرا من السياح والزوار المحليين، لافتا إلى أن رسم الدخول إلى المحمية يقتصر على الاجانب، ويبلغ 3 دنانير.
محطة لأسراب الطيور المهاجرة
يقول الشوشان، إنه إلى جانب كونها الموطن الوحيد للسمك السرحاني، والذي لا يعيش إلا في محمية الأزرق، تعد المحمية مهمة للطيور المهاجرة؛ حيث تستقبل المنطقة سنويا العديد من الانواع المهاجرة من مناطق اوروبا وروسيا، ولكن بعد جفاف الواحة قل عدد الطيور التي تزور المنطقة بشكل ملحوظ.
ويضيف أن هذا الموسم منذ نهاية شهر آب (اغسطس) وحتى شهر كانون الاول (يناير) تهاجر الطيور من اوروبا باتجاه افريقيا لتقضي فصل الشتاء في تلك المناطق، وتقوم هذه الطيور بالتوقف في نقاط استراحة عبر طريق الهجرة ومن هذه المناطق الاردن للتزود بالطعام والماء، ومن ثم متابعة هجرتها، وفي الهجرة الخريفية تم تسجيل 75 نوعا من الطيور تعبر منطقة الازرق، حسب دراسات العام 2002.
يأتي هذا الجدل حول المحميات، في وقت قال فيه مدير مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، طارق أبو الهوى، القرارات الصادرة عن رئاسة الوزراء بشأن المحميات الطبيعية في المملكة تبقى حبرا على ورق، بحيث لا يتم تنفيذها على أرض الواقع، وتكون مجتزأة ومشروطة ببنود تعيق من عمل القائمين عليها"، وأرجع أبو الهوى، في تصريح سابق لـ"الغد" ذلك إلى ما أسماه "عدم جدية الحكومة، في إنجاح عمل الجمعية فيما يختص بالحفاظ على البيئة وحماية التنوع الحيوي، ولا سيما في ظل غياب الإطار المؤسسي والقانوني الفعال لبرنامج صون الطبيعة في المملكة بوجه عام".
وكانت الجمعية طالبت في وقت سابق استصدار قانون خاص للمحميات، بحيث يعلو على كافة القوانين المعمول بها في الجهات المعنية، وينفي ما يتعارض معه من بنودها، إلا أن ذلك، تبعا لأبو الهوى، لاقى اعتراضا لدى المعنيين في وزارة البيئة باعتبار أن ذلك يتطلب الخوض في قنوات دستورية قد يطول أمدها ولا تلاقي القبول.
وأجمل أبو الهوى المشكلات التي تعترض المحميات في عدم موافقة مجلس الوزراء على إعلان الشبكة الوطنية للمحميات، وإعطاء رخص التعدين ومرامل الحجر ضمن حدود المحميات، إلى جانب اقتطاع أجزاء من أراضيها.
لكن أبو الهوى أكد أن الكثير من الجهات تمنح أولويات الاستثمار للقطاع الخاص الذي يقيم المشاريع المختلفة على حساب التنمية المستدامة والمحلية المتكاملة، وبغض النظر عن الموقع والأهمية البيئية للموقع.
على أن المستشار الإعلامي في وزارة البيئة عيسى الشبول أكد لـ"الغد"، في وقت سابق، أن القوانين الناظمة لإدارة المحميات الطبيعية تعد كافية وقادرة على معالجة أي تجاوزات بيئية تقع من قبل المجتمع المحلي، فلذلك لا حاجة لاستصدار قانون خاص لها.
إلا أن الشبول شدد على أن الحكومة ليست ضد الاستثمار ولن تقف عائقا في وجهه، حيث أن الوزارة تشترط وجود محددات في أي مشروع ينفذ تتعلق بالحفاظ على البيئة وحمايتها.
وبين الشبول أن من مهام الوزارة الحفاظ على البيئة وعدم المساس بها بالتنسيق مع الجمعية، إلا أن التأخر في إعلان المحميات أو المناطق المهمة بيئيا يأتي نتيجة بعض الإجراءات المتعلقة بها والتي تتطلب فترة زمنية لإقرارها سواء أكانت تختص بطبيعة المنطقة وموقعها أم بالمجتمع المحلي فيها.
إستمع الآن