
شباب يلجأون إلى الرياضة للحصول على الراحة النفسية

أحمد، شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، مر بفترة صعبة من حياته بعد تعرضه لصدمات شخصية أثرت على حالته النفسية، ما أدى به إلى الدخول في حالة اكتئاب شديد. كان يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين أو حتى النهوض من السرير في بعض الأيام.
بعد تشجيع من أحد أصدقائه، قرر أحمد الانضمام إلى نادٍ رياضي محلي للبدء بممارسة رياضة رفع الأثقال. في البداية كان مترددًا، لكن مع كل جلسة تدريب، بدأ يشعر بتغيرات طفيفة. يقول أحمد: "في كل مرة كنت أرفع وزناً أثقل، كان ذلك يمنحني شعورًا بالإنجاز الذي افتقدته لفترة طويلة."
مع مرور الوقت، أصبحت الرياضة متنفسًا لأحمد، فبدأ يشعر بتحسن كبير في حالته المزاجية والطاقة العامة. "التمرين لم يغير جسمي فقط، بل أعادني إلى الحياة. أصبحت أكثر انفتاحًا وتواصلًا مع أصدقائي وعائلتي. كل جلسة تدريب كانت خطوة نحو التعافي من الاكتئاب."
سارة، طالبة جامعية، كانت تعاني من التوتر والقلق بسبب ضغوط الدراسة. بعد انضمامها لفريق كرة السلة، تحسنت صحتها النفسية والبدنية، وأصبحت أكثر تركيزًا وإيجابية.
خالد، 18 عامًا، كان مدمنًا على الألعاب الإلكترونية وزاد وزنه بشكل ملحوظ. بعد انضمامه لنادٍ رياضي وممارسة الجري، تحسنت لياقته وثقته بنفسه، وأصبح يشارك في مسابقات محلية.
الرياضة تلعب دورًا حاسمًا في تحسين الصحة النفسية والجسدية للشباب. قصص سارة وخالد وأحمد تُظهر كيف ساعدتهم الرياضة في التغلب على القلق، والتوتر والإدمان، والاكتئاب، من خلال تعزيز الثقة بالنفس وتحسين اللياقة. المتخصصين يؤكدون أن الرياضة ليست فقط لتحسين البدن، بل أداة فعالة للتخفيف من الضغوط النفسية.
الرياضة علاج فعّال للصحة النفسية
يقول المدرب الرياضي عبد القادر الكيلاني أن الرياضة ليست فقط وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هي أيضًا علاج فعّال للصحة النفسية. أرى ذلك يوميًا مع الشباب الذين يأتون إلى النادي بحثًا عن تحسين حالتهم النفسية. سواء كان ذلك للتغلب على الاكتئاب أو التوتر، الرياضة تمنحهم الشعور بالإنجاز والانتماء. ممارسة التمارين بانتظام ترفع مستوى الطاقة وتُحسن المزاج بشكل ملحوظ. الأهم هو أن يجد الشخص الرياضة التي تناسبه ويستمر فيها، لأنها ليست مجرد نشاط بدني، بل أسلوب حياة متكامل يعيد التوازن النفسي والجسدي.
الرياضة تعزز إفراز هرمونات السعادة
يضيف المدرب الكيلاني: "من خلال تجربتي، لاحظت أن الشباب الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب يبدأون بالتغيير بمجرد انخراطهم في برنامج رياضي منتظم. الرياضة تعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، الذي يُساعد في تحسين المزاج وتقليل مشاعر التوتر. إلى جانب ذلك، تساعد التمارين على تحسين النوم وتنظيم الدورة اليومية، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية."
الرياضة مفتاح تعزيز الثقة والتخفيف من الوحدة
ويتابع: "الجانب الاجتماعي للرياضة أيضًا لا يقل أهمية. عندما ينضم الشباب إلى فرق رياضية أو مجموعات تدريب، يشعرون بأنهم جزء من مجتمع داعم، مما يساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ويخفف من شعور الوحدة. حتى الأنشطة الفردية، مثل الجري أو رفع الأثقال، يمكن أن تعزز الإحساس بالتحكم في النفس والقدرة على تجاوز التحديات."
ضرورة الاستمرارية
ويؤكد المدرب عبد القادر على ضرورة الاستمرارية: "المهم هو أن يكون هناك التزام واستمرارية، لأن التحسن يأتي تدريجيًا. ومع الوقت، تصبح الرياضة جزءًا من الروتين اليومي، ليس فقط للحفاظ على اللياقة، ولكن كوسيلة رئيسية للتعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية."
الرياضة أداة لتعزيز الصحة النفسية
يقول الدكتور منير الخالدي، أخصائي نفسي: "الرياضة تعتبر من الأدوات الفعالة في تعزيز الصحة النفسية، حيث تساهم في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق. من خلال النشاط البدني، يزداد إفراز الإندورفين، المعروف بهرمون السعادة، مما يحسن المزاج ويعزز الشعور بالسعادة."
التفاعل الاجتماعي تعزيز الدعم النفسي
ويضيف: "التفاعل الاجتماعي الذي يرافق ممارسة الرياضة، سواء في الفرق أو المجموعات، يساعد في بناء علاقات صحية ويقلل من مشاعر العزلة. هذه الروابط الاجتماعية تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الدعم النفسي، مما يجعل الأفراد يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التحديات."
اختيار النشاط المناسب
ويؤكد الدكتور منير على أهمية اختيار النشاط الرياضي المناسب: "من الضروري أن يجد الفرد نوع الرياضة التي يستمتع بها، لأن الدافع الشخصي يمكّن الشخص من الالتزام على المدى الطويل. يمكن أن تتنوع الأنشطة من رياضات جماعية إلى فردية، وكل منها يقدم فوائد خاصة، لكن الأهم هو الاستمرارية والشغف بالنشاط."