يتشارك الأردنُّ مع سوريا التاريخَ والثقافة والحدود المفتوحة الطويلة زمانا ومكانا، وقد استقبل بلدنا أكثر من مليون لاجئ سوري، ووفّر لهم الخدمات الوقائية والعلاجية منذ بدء الحرب في بلدهم الشقيق.
إن أكثر من 70٪ من اللاجئين السوريين يقيمون بين المجتمعات الأردنية المضيفة، و 30٪ منهم فقط يقيمون في المخيمات التي بدأت في أوائل عام 2012, وأكبرها مخيم الزعتري، ويقدر عدد سكانه بـ 120 ألف نسمة.
تسهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاء آخرين، ووزارة الصحة الأردنية، في تقديم الدعم الصحي والإنساني لهؤلاء اللاجئين في المخيمات. أما بالنسبة للعدد الأكبر من اللاجئين خارج المخيمات فإن وزارة الصحة الأردنية توفر لهم وصولاً كاملاً للخدمات إلى جانب الأردنيين. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم بعض المنظمات غير الحكومية والعاملين في القطاع الخاص خدمات أخرى أضافية لهم.
وبالرغم من ضغط اللجوء السوري على المحافظات الشمالية الأربع بالإضافة إلى عمان؛ فإنه وبفضل الله ويقظة وزارة الصحة الأردنية ودعمها من قِبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف وشركاء آخرين، لم تحدث حتى الآن أوبئة أمراض معدية رئيسية.
وفي جائحة كورونا (COVID-19) الحالية، تبذل الحكومة الأردنية والجيش والشرطة والدفاع المدني وقوات الأمن والمخابرات ووزارة الصحة قصارى جهدها لهزيمة هذا الوحش، ومنذ بداية الوباء حتى الآن لا يوجد سوى حوالي 300 أصابة و7 وفيات فقط، مع عدم وجود حالات في مخيمات اللاجئين السوريين.
ولكن... فإنه دون وجود دعم إضافي للاستجابة لوباء كورونا (COVID-19) فسيعاني القطاع الصحي في الأردن من خسائر فورية في الصحة بين السوريين والأردنيين، وسيشهد كذلك تآكلًا كبيرًا في المكاسب التي حققها الأردن على مدى عقود من الاستثمار في الصحة والأنظمة الصحية.
ان الشعب الأردنيّ وحكومته ملتزمان بمساعدة اللاجئين السوريين, لكننا بحاجة إلى دعم مضاعف من المجتمع الدولي للاستجابة للاحتياجات الصحية والمعيشية العديدة والإضافية للاجئين السوريين.
وأخيرا ما زال الأردن على عهده القومي والإنساني يواصل رعاية اللاجئين من سوريا ومن بلدان أخرى، لكنّ الطلبات الكثيرة على نظامنا الصحي تشكل مخاطر على حالتنا الصحية واستقرارنا الاجتماعي، وبما أن الأردن ملتزم بصحة كل من الأردنيين والسوريين؛ فإننا ندعوا المجتمع الدولي للانضمام إلينا والمساعدة في هذا الجهد خاصة خلال جائحة كورونا.
*كلية الطب - الجامعة الأردنية
الرأي