ربما يكون امتلاك منزل العمر أحد أكثر أحلام الإنسان دفئاً، وقد تمكن عدد من اللاجئين السوريين في الأردن، من تحقيق هذا الحلم، بعد نزوحهم عن وطنهم هربا من الحرب الدائرة هناك.
صبحي المحمود، اشترى منزلا في المفرق وقرر الاستقرار في الأردن، استثمر فيه كل جنى عمره، حيث وفر مبلغا منذ سنوات ثلاث كان يمكن أن يهدره أجوراً شهرية للمنزل الذي يسكنه.
ويرفض المحمود فكرة استثمار ما يملك من مال في السفر إلى دولة غربية والاستقرار فيها، فبلده لا تبعد عنه أكثر من ساعة سفر، ويحلم بالعودة إليها في أقرب فرصة ممكنة.
كما يرفض فكرة اللجوء، كونها تبعد المرء عن عالمه وعاداته وتقاليده، فهو متمسك بأسلوب حياته، مفضلا البقاء في بلد عربي يألفه هو وعائلته.
فيما قرر اللاجئ السوري عطا الله، استثمار ما يملك من مال بشراء محل تجاري، فهو على قناعة أن المحل التجاري يمكن أن يدرّ له ربحاً، قد يمكنه من شراء منزل في الأردن، أو في وطنه سورية، ليعوض منزله الذي دمرته الحرب.
وفي جدول البيانات الذي زودتنا به مديرة قسم الدراسات في دائرة الأراضي والمساحة الأردنية بيكاتو الشيشاني، يظهر أن عامي 2013 و2014 شهدا ذروة البيوعات العقارية التي امتلكها سوريون في المملكة.
ووصلت نسبة الزيادة إلى 258% في القيمة النقدية للعقارات المملوكة من قبل سوريين عام 2014، عما كانت عليه في عام 2011، وبقيمة إجمالية بلغت 28,593,492 دينارا.
فيما انخفضت القيمة النقدية للبيوعات الممتلكة من قبل السوريين، حتى نهاية تشرين الثاني من العام الحالي، بتراجع حاد وصل إلى 15,697,430 دينارا فقط.
رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان فواز الحسن، أوضح أنه لا يمكن الفصل بين الأجانب والأردنيين في الاستثمار في قطاع الإسكان، لأن قانون الاستثمار الأردني يفرض وجود شريك محلي بحصة لا تقل عن 50% من قيمة الاستثمار مع الشريك الأجنبي.
وأضاف الحسن أن حجم الاستثمار في قطاع العقارات الأردني يصل إلى ما يقارب الـ 10 مليارات دينار سنوياً، إلا أن نسبة الأموال الأجنبية المساهمة في هذه السوق، لا تزيد عن 5% من حجم الأموال المتداولة.
أما عضو جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان عن مدينة المفرق طارق نايف قازان، فقد أكد أن سوق العقار الأردني لا يشهد إقبالا كبيرا من السوريين، لا من الناحية التجارية ولا من ناحية التملك بهدف السكن.
وأوضح قازان أن مدينة المفرق التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين، تشهد إقبالا أكبر على استئجارهم للسكن، مشيرا إلى أنه لاحظ ازدياد رغبة الكثير منهم خلال العام الحالي، بالاستقرار في بلد غربي ثالث عن طريق الهجرة.
حجم ممتلكات السوريين العقارية الصغير في الأردن، ربما يوحي للمتابع برغبة الغالبية العظمى منهم بالعودة إلى بلادهم في أقرب فرصة ممكنة، وعدم سعيهم لترسيخ وجودهم في بلدان اللجوء.