​مضافاتُ العشائر الأردنية تشارك اللاجئين أفراحهم وأحزانهم

الرابط المختصر

لطالما كانت مضافاتُ العشائر الأردنيّة في مختلفِ مناطقِ الممّلكة، ملتقىً يشاركُ فيه الأردنيّون بعضهم البعض مناسباتهم الاجتماعيّة، ومكاناً لانبثاق مبادراتهم والتعبيرِ عن مواقفهم وتضامنهم تجاه الآخرين.

إلا أنَّ دور المضافات برزَ بصورةٍ كبيرةٍ خلال السنواتِ الأخيرة والتي حملت معها لجوء أعداد كبيرة من السّوريين، قطنَ أغلبهم خارجَ المخيمات في شتى نواحي الممّلكة، حيثُ بادر أصحابُ المضافات من مختلف العشائرِ الأردنيّةِ باحتضانِ مناسبات السّوريين من جيرانهم وأصدقائهم كالزّواج والعزاء وغيرها من مناسباتٍ اجتماعيّة.

اللاجئ أحمد يقول أنّ أحدَ أقاربه توفي  في بلدةِ حواره ودفن فيها، وقامت عشيرة الكراسنة بفتح مضافتها لمدة ثلاثة أيام لاستقبال العزاء دون أي مقابل.

عشيرة الفالوجي فتحت مضافة لاستقبال التعازي بوفاة والد اللاجئ يزن، الذي يقول أنّه لم يشعر بالغربة لوقوف الأردنيين معهُ جنباً إلى جنب في محنتهِ، مضيفاً أنّ مبادرتهم هذه خففت عبئا مادياً كان سيدفعه لو قام بفتح بيت عزاء.

أبو محمد العبابنة أحد أبناء العشيرة يؤكد أن مبادرتهم بفتحِ المضافة للاجئين السّوريين ينبعُ من عاداتِ العشائر الأردنية باستقبالِ الجميعِ بغضِ النظرِ عن جنسيتهم أو انتمائهم، منوهاً إلى أنهم يدركون أوضاع اللاجئين السوريين لذلك بادروا بفتح مضافتهم لابن جارٍ لهم مجرد علمهم بنيته الزواج، معتبرا ذلك أقل ما يمكن للعشيرة أن تقدمه لهم، وهو ما يؤكدهُ اللاجئ أبو محمود الذي عبّر عن امتنانهِ لفتح مضافات العبابنة أمام اللاجئين في مختلف المناسبات.

كما يشير أبو أيمن الجرادات إلى أن العائلة فتحت مجلس عزاء بلاجئ سوري وذلك من باب حق الجيرةعليهم، "من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم"، يقول أيمن.

الباحثة الاجتماعيّة ريم الأغا ترى أنّ مضافات العشائر الأردنيّة تلعب دوراً مهماً في الحياةِ الاجتماعيّة للشعب الأردني لما تحملهُ من دلالاتٍ للمؤاخاة والإحساس بالآخرين، وتضيف أنّ للمضافاتِ أثراً نفسياً إيجابياً على اللاجئين لدى مشاركةِ عائلات أردنية أفراحهم وأحزانهم، مما يعززُ القيمة الاجتماعيّة والفرديّة لديهم.

وتجدرُ الإشارة إلى أنّ مضافات العشائرِ أو القرى  في الأردن وبلاد الشام بما فيها سورية، تشترك في العديد من العاداتِ والتقاليد، والأدوار الاجتماعيّة والإنسانيّة والسياسيّة وحتى القضائيّة منها، حيثُ لا يتوقف دورها عند استقبالِ الضيوفِ في المناسباتِ، وإنّما تعد مكاناً لتوحيد صوت أبناء المنطقة أو العشيرة الواحدة في قضية ما، ومحاولةً الصلحِ بين طرفين متنازعين، كما تُعد مكاناً لتبادل المعارفِ والثقافات، والوقوفِ بجانبِ المُستضْعفينَ.