والدة محمد... من "أم الشهيد" إلى "أم المعتقل"

والدة محمد... من "أم الشهيد" إلى "أم المعتقل"
الرابط المختصر

بين رحيل الروح وغياب الجسد قصة أقربُ إلى اللخيال منها للواقع.
هكذا عبرت اللاجئة السورية أم محمد عن قصة ابنها الذي مات عاما كاملا في عيون الناس
لكنه ظل حيا في قلبها.

بين الشك واليقين كانت تنتظر عودته رغم مشاهدتها صورته مقتولا، على شاشات الإعلام السوري، لكن الصور والأحاديث والروايات لم تستطع إقناع أم محمد أن ابنها قد مات
فعلا، وأن قلب الأم أقوى من أي برهان.ورغم إصرار أولادها على أن هذه صورة هي صورة أخيهم، إلا أنها أصرت على عدم تصديق ما حدث حتى ترى قبره بأم عينها.
تقول أم محمد لـ"سوريون بيننا" : قلب الأم لا يكذب، وإني أراه كل يوم.
وبعد عام من الانتظار ساق لها القدرُ شاهداً يثبت صحة حدسها، وليد زميل محمد في نفس الزنزانة.
تؤكد أم محمد أن ابنها أخبر صديقه وليد عن كل التفاصيل، واصفا له مخيم الزعتري ومكان إقامة عائلته وتفاصيل عائلية كثيرة، وتضيف أنه وصف لها ابنها محمد وصفا دقيقا.

خرج وليد من زنزانته متجهاً إلى الأردن ليبحث عن أهل زميله الذي بقى معتقلا هناك، وينقل رسالة الابن لأمه أنه مازال على قيد الحياة، ناسفا بذلك كل البراهين المرئية التي أذاعت خبر مقتله، ويثبت لأمه أن حدسها هو الأقوى.

من أم شهيد لأم معتقل، ومن الموت على شاشات التلفزيون إلى الحياة خلف القضبان، لكن أم محمد ظلت في خلاصة حكايتها تعيش على أمل اللقاء بابنها كالكثير من أمهات السوريين اليوم.