نقل الخلايا الجذعية حلم الكثير من المصابين السوريين في الأردن

الرابط المختصر

باتت عمليات نقل الخلايا الجذعية الملاذ الأخير لعدد كبير من الجرحى السوريين ممن أصيبوا بانقطاع في النخاع الشوكي، أو أولئك المصابين بأمراض مستعصية ومزمنة بما فيها الشلل وأمراض القلب وسرطانات الدم، وحقق هذا النوع من العلاج في الأردن نجاحات ملفتة تراوحت نسبتها ما بين 40 و90 %، لأشخاص كانوا يعانون من الشلل النصفي أو الكلي جراء استهدافهم بالرصاص في الحرب الدائرة في سورية الآن.

وتشير مصادر طبية إلى وجود أكثر من 850 شاباً دون الـ 24 عاما مصابين بالشلل النصفي، بسبب انقطاع العصب الشوكي في مشافي المملكة، ولكن ما يحد من إجراء عمليات نقل "خلايا جذعية" لهم هو ارتفاع كلفة العلاج التي تتجاوز أحياناً الأربعين ألف دولار، مما يجعلها بمثابة حلم للكثيرين منهم.

أبو عمار الدرعاوي لاجىء سوري جريح أصيب بسبع طلقات في قدمه اليسرى وظهره أثناء محاولته إسعاف جرحى آخرين في بلدة طفس بدرعا، وهو بحاجة إلى عملية نقل خلايا جذعية لإصابته بطلقة  قريبة من النخاع الشوكي، يقول أبو عمار أنه خضع لعملية جراحية في مستشفى الملك عبد الله التخصصي بعمان في وقت سابق، وتم تثبيت الفقرات المتضررة بقطع معدنية من البلاتين.

 ويضيف أنه اتبع علاجاً فيزيائياً لإعادة تأهيل عضلات أطرافه السفلى ولمساعدته على المشي مرة أخرى دون جدوى، يقول: "أملي الوحيد بعد الله زرع خلايا جذعية تريحني مما أنا فيه".

أما جهاد حوراني فهو شاب سوري آخر تعرض لعدة طلقات نارية في ظهره، عندما كان يعبر شارعاً في مدينته النعيمة، مما أدى إلى قطع كلي في الحبل الشوكي نتج عنه فقدانه للقدرة على الحركة، وانعدام الإحساس في النصف السفلي من جسمه ولكنه استعاد القدرة على السير على قدميه، مستعيناً بعكازين بعد أن خضع لعملية حقن للخلايا الجذعية في مكان الإصابة تبرع له فاعل خير بتكاليفها.

مدير العون الطبي الدكتور يعرب العجلوني رأى أن هذا النوع من العلاج مجرد حلم أو حبر على ورق، ونسبة نجاح عملياته بسيطة علاوة على تكلفته المرتفعة جداً،  ولذلك لم تدعم المنظمة مثل هذه العمليات، مؤكدا على عدم نيتها بدعمها مستقبلا، مبرراً ذلك بأن  "الحكومة الأمريكية لا تستطيع أن تدعم مثل هذه العمليات".

وأشار الدكتور العجلوني إلى أن النخاع الأحمر في الأردن يكلف 45 ألف دينار ونسبة نجاح عملياته بسيطة، مضيفاً أن المتبرع يجب أن يكون قريباً من الدرجة الأولى، وأن تتطابق فحوصاته الطبية السابقة التي تُجرى خارج البلاد.

وبدوره رأى رئيس الشبكة العربية للخلايا الجذعية الدكتور أديب الزعبي أن هناك العديد من الأسباب التي تحول دون انتشار علاج الخلايا الجذعية، ومنها أن هذا النوع من العلاج جديد ومكلف جداً، رغم تأكيده بأنه حقق نجاحات ملموسة وبخاصة لدى المصابين السوريين.

 وأوضح الزعبي أنه يعمل ضمن فريق مركز الأردن لأمراض العمود الفقري بقيادة الدكتور عماد جعفر الذي يعمل معهم على إصابات الحبل الشوكي وعلاجها باستخدام زراعة الخلايا الجذعية، مبيّناً أن هناك العديد من اللاجئين الذين قام الفريق بعلاجهم وطرأ تحسن واضح على حالاتهم، ولكن المشكلة الكبرى والأساسية، بحسبه، أن هذا العلاج غير معتمد من وزارة الصحة الأردنية كونه علاج جديد ولم يصل إلى الخدمة المدنية.

وأوضح الدكتور أديب الزعبي أن علاج إصابات الحبل الشوكي يعتمد على استخدام خلايا جذعية مأخوذة من نفس المريض، وهذه الخلايا تحمل غالباً أعلى درجات السلامة والأمان عالمياً كونها خلايا لا يرفضها جسم المريض، ولا تسبب أي أمراض لأنها موجودة منذ الولادة،

ويردف الزعبي أنه وبعد أخذ هذه الخلايا من جسم المريض، يتم تنقيتها وإزالة جميع الشوائب وزراعتها في المريض في اليوم نفسه، فلا تتعرض لعوامل خارجية قد تغير من صفاتها أو خصائصها أو تقلل من كفاءتها.

مابين تأكيد الأطباء أن نقل الخلايا الجذعية يمثل نافذة المستقبل بالنسبة لعلاج الكثير من الأمراض، ونقلة نوعية في عالم الطب الحديث، وتأكيد آخرين بأن هذا العلاج لا يمثل الحل السحري الأمثل، يتعلق المصابون بانقطاع الحبل الشوكي من اللاجئين السوريين بالقشة التي قد تنقذهم من واقعهم الصعب وقدرهم المحتوم.

أضف تعليقك