مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي دور المحافل الاجتماعية
في ظل الشتات الذي يعانيه اللاجئون السوريون، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل فصلا أساسيا في حكاياتهم اليومية، حيث غدا موقع الفيسبوك وسيلة هامة وفعالة في تواصل اللاجئين فيما بينهم بصورة يومية.
و يدرك اللاجئون السوريون قيمة هذه المواقع، لإسهامها بصورة كبيرة جدا في تسهيل وصولهم لأخبار ذويهم البعيدين عنهم، وتذكرهم لبعضهم البعض في المناسبات المختلفة بدءا من تقبلهم التهاني والتعازي ومرورا بالإطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم، وانتهاء ببحثهم عن مفقود، في ظل ظروفهم الأمنية الصعبة.
تقبل أبو شام التهاني بطفلته الجديدة على صفحته في الفيسبوك، مبررا أن ما حل بأهله من فرقة جعله يتقبل فكرة تهنئتهم له ولو بالكتابة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما مناف الذي توفي جده منذ أيام، تلقى العزاء من ذويه وأصدقائه على صفحته، حيث لا مكان آخر يلم شملهم سوى الفيسبوك.
ويبرر اللاجئ محمد تقبله المباركة بزواجه عبر الفيسبوك، بمراعاته عدم قدرة الناس على تقديم التهاني له وجها لوجه، كونه يسكن في مخيم الزعتري، ولا يستطيع جميع معارفه الوصول إليه.
مؤيد أيضا من سكان مخيم الزعتري، ويتواصل مع أصدقائه بأفراحهم وأحزانهم،عبر صفحته ، يؤكد محمد أن تكلفة الانترنت والتي تصل إلى عشر دنانير بالشهر الواحد هي مبلغ كبير بالنسبة للاجئين، إلا أنه يوفر عليهم عبئ التواصل المباشر ومعرفة أخبار معارفه أولا بأول.
عصام وضع صور أقاربه المفقودين وأسماءهم على حسابه في الفيسبوك، في خطوة لم يكن يعلم مسبقا بأنها ستكون المفتاح الأول لسماع أخبارهم، حيث علم بعد فترة وجيزة أنهم معتقلون في السجون داخل سورية.
الباحث الاجتماعي باسل جابر يؤكد أن الإنسان إذا ما فقد طرق التواصل الطبيعية، فإنه يلجأ إلى طرق أخرى تعويضا عنها.
ويوضح جابر أن الفيسبوك يعتبر من الوسائل "التفريغية" لما يشعر به الناس من مشاعر الفرح والحزن والألم، كما أنه يعد لدى اللاجئين السوريين من وسائل التواصل القريبة في ظل غياب وسائل الاتصال التي اعتادوا عليها .
وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن ،إلى أن نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة في عام 2010 كانت 2.3 مليون مستخدم، أي بنسبة 38% من سكان المملكة، فيما وصل عددهم حتى نهاية العام الجاري إلى قرابة الـ 5.3 مليونا، أي بنسبة انتشار بلغت 74 % من عدد سكان المملكة.
إستمع الآن