من المسؤول عن احتراق الأطفال في الزعتري ؟ - صوت
سوريون بيننا - خالد عواد الأحمد
كثرت في الآونة الأخيرة حوادث احتراق الخيم في مخيم الزعتري وخصوصاً بعد دخول فصل الشتاء ، فحاجة اللاجئين السوريين الى وسائل تدفئة تقيهم برودة الطقس تدفعهم الى استخدام وسائل غير آمنة تتحول في بعض الاحيان الى كوارث يذهب ضحيتها اطفال بعمر الزهور.
لميس الصلخدي ( 6 سنوات ) وبلقيس ( 4 سنوات ) طفلتان جاءتا مع عائلتيهما من بلدة النعيمة بدرعا منذ أقل من أسبوعين هرباً من الموت إلى الموت الذي تربّصَ بهما في مخيم الزعتري بعد اشتعال النيران بخيمتهما لأسباب مجهولة فجر الثلاثاء في التاسع عشر من شباط الماضي.
بدأت النيران تحاصر العائلة المنكوبة عندما راح الأب يحاول تقطيع الخيمة للخروج منها ولم يستطع وبعد برهة احترق جانب منها فاستطاع الفرار بصحبة طفلته الصغرى وبقيت لميس داخل الخيمة، وعندما عاد ليصطحبها كانت في الرمق الأخير كما روى لنا والد لميس بحرقة.
ويضيف والد لميس “اتصلت بالاسعاف فلم يحضر أحد فقمت باسعاف لميس الى المستشفى المغربي حيث فارقت الحياة هناك، أما بلقيس فأخذها الدرك إلى مستشفى المفرق ، وفي صباح اليوم التالي تم تحرير ضبط ، وحولت طفلتي المتوفاة الى الطبيب الشرعي في اربد وابنتي بلقيس وشقيقها ابراهيم تم تحويلهما الى مشفى البشير في عمان حيث توفيت بلقيس ايضاً بعد أيام قليلة من وفاة شقيقتها” .
وقبل وفاة الطفلتين الشقيقتين ” لميس” و” بلقيس” احتراقاً قضت طفلة سورية لا تتجاوز الثلاث السنوات حرقاً في ذات المخيم عندما شب حريق في خيمة عائلتها
وأُصيبت والدتها بحروق مختلفة وهي تحاول إنقاذ أطفالها.
وسائل تدفئة غير آمنة
بعض هذه الحوادث الأليمة كانت بسبب استخدام وسائل تدفئة غير آمنة تُترك مشتعلة في بعض الاحيان، أو بسبب التماس الكهربائي ، وبعض هذه الاسباب مرتبط أيضاً بنوعية الخيم المصنوعة من المواد الكتانية سريعة الاشتعال بحسب
” محمود الشيخ ” أحد اللاجئين السوريين الذين يقطنون المخيم.
وأكد الشيخ أن حالات احتراق الخيم غالباً ما تأتي بسبب اهمال اللاجئين ” بيطلعوا بيتركو شمعة مثلاً أو بينسو غاز شغال .. هادا اللي عم يصير بالمخيم “
شهب من السماء !
المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين أنمار الحمود اعتبر اثارة الموضوع بمثابة ” صب الزيت على النار” متسائلاً “فلماذا نفتح جروحاً ميتة”!.
وأكد الحمود أن والد الطفلتين قام باستجرار الكهرباء والعبث بها بشكل غير قانوني واذا لم يكن لديه كهرباء أو وسائل تدفئة فهل ” نزلت عليه شهب من السماء “– بحسب تعبيره -
بينما نفى عماد الصلخدي عم الطفلتين ” لميس” و” بلقيس” وجود أية تمديدات كهربائية أو أية وسيلة انارة او تدفئة داخل الخيمة اثناء اندلاع الحريق مؤكداً أن عائلة الطفلتين لم يمض على وجودها في المخيم سوى عشرة أيام .
حوادث احتراق الأطفال في مخيم الزعتري وإن كانت لا تمثل ظاهرة بطبيعة الحال إلا أنها تشير إلى وجود حالة من الإهمال وعدم الإنتباه بين اللاجئين يدفع الأطفال حياتهم ثمناً له .
إستمع الآن