مكتبات في الزعتري.. انفراج ثقافي على عبء اللجوء

مكتبات في الزعتري.. انفراج ثقافي على عبء اللجوء
الرابط المختصر

 أنشأت منظمة الإغاثة والتنمية الدولية IRD خمس مكتبات موزعة بين قطاعات مخيم الزعتري، وذلك بهدف زيادة الوعي وإغناء الحصيلة الثقافية للاجئين السوريين في المخيم.

بين سطور الكتب والروايات في إحدى تلك المكتبات، تبحر مريم الحسن ذات العشرين ربيعا، والتي لم تستطع الالتحاق بالتعليم الجامعي، فلم تجد أفضل من الكتاب مؤنسا يخفف من أعباء اللجوء و الوحدة بعد أن وجدت نفسها في مخيم للاجئيين.

مريم تفضل مطالعة الروايات الأدبية والأشعار التي تثير فضولها، وكتب اللغات  التي أسهمت بتنمية  قدراتها اللغوية وزادت من ثقتها بنفسها.

ويشعر الطفل السوري رامي السالم بالفرح كونه يستطيع قراءة ومطالعة القصص مع أصدقائه في المخيم، كما كان يفعل في حيه القديم في سورية، حيث يقرأ رامي قصص الرحالة العرب، والقصص الكرتونية بصوت مرتفع في حلقة من الأصدقاء، مما ينشر البهجة والسرو بينهم، على حد تعبيره.

الشاب السوري يوسف حمادي، تطوع في صفوف اللجنة الشبابية السورية التي تشرف على تلبية خدمات الزائرين للمكتبة والمرافق الثقافية في موقع منظمة الإغاثة الدولية.

يوسف يصف تهافت الأطفال على مطالعة الروايات  بالأمر الرائع، إذ يتسابق الطلاب بعد انتهاء المدرسة وفي أوقات الفراغ والعطل إلى الحصول على كتب اللغات والروايات والقصص التعليمية، التي تسهم في تنمية مهارتهم وإغناء حصيلتهم الثقافية.

بينما يشغل اهتمام كبار السن كتب التاريخ وبطولات العرب، وكتب الأعشاب والطب البديل، فيما تهتم النساء بكتب الفنون والطبخ.

مسؤول النشاطات في منظمة الإغاثة الدولية IRD عبد الرحمن الشيشاني، يوضح أن فكرة إنشاء المكتبات جاءت بناء على رغبة الأهالي وحاجتهم لهذه المرافق الثقافية، ومن حرص المنظمة على تقديم كل ما يحتاجه اللاجئون في المخيم.

ويضيف الشيشاني أن جميع مراكزهم الموزعة بين قطاعات المخيم تضم مراكز لتعليم اللغات وللخدمات المجتمعية، ومكتبة تضم ما بين 500 إلى 1000 كتاب بحسب حجم المكتبة، تستهدف جميع الفئات العمرية للاجئين في مواضيع ثقافية وتعليمية مختلفة.

كما تعمل المنظمة على التجهيز لافتتاح مكتبة جديدة في القطاع السابع بعد الإقبال والإهتمام الكبير من اللاجئين على المكتبات ومراكز الأنشطة المجتمعية.

ويقطن مخيم الزعتري 83,756 لاجئا سوريا موزعين على 12 قطاعا مخدما بالمرافق الحيوية ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي، والتي تهدف إلى إيجاد بيئة آمنة تحمي اللاجئين وتحفظ حقوقهم في المخيم.