مفاوضات روسيا القادمة تجدد أمل اللاجئين بالعودة

مفاوضات روسيا القادمة تجدد أمل اللاجئين بالعودة
الرابط المختصر

جددت المفاوضات لإنهاء الصراع السوري، والمزمع عقدها في روسيا خلال شهر يناير المقبل، الأمل بالعودة إلى سوريا للكثير من اللاجئين السورين في الأردن، ودول الجوار، بعد أربع سنوات من الحرب.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعربت عن أملها في عقد مفاوضات بين ممثلي المعارضة والنظام السوري ليتم التوافق على رؤية موحدة للحل السياسي في سوريا، وأشار نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بقدنوف أن المفاوضات المزمع انعقادها في روسيا في أواخر يناير ستحمل طابعا غير رسمي في المرحلة التشاورية الأولى، وستضم كافة أطياف الشعب السوري.

هذه المفاوضات لقيت ترحيباً من النظام السوري في دمشق، حيث أعلنت وزارة الخارجية السورية استعدادها المشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في روسيا بمشاركة المعارضة، لإنهاء الصراع السوري.

ويرى اللاجئ السوري كامل المحسن أن الحل السياسي وحده كفيل بإنهاء بحر الدم وتحقيق أهداف الشعب السوري بالحرية والكرامة.

سامر الكفري لاجئ سوري آخر هرب للأردن بعد أن فقد الكثير من أهله وأقربائه لدى احتدام المعارك في بلده درعا، هو اليوم لا يؤيد أي حل سياسي يبقي الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة الحاكمة في دمشق، أو أي شخص شارك في هدم سوريا وقتل الشعب السوري، مؤكدا أن كل بيت سوري قدم شهيدا لأجل تحقيق الحرية التي يصبوا إليها الشعب السوري ولهم جميعا الحق في تقرير مصيرهم.

بينما يرى ميسم الزامل أن الشعب السوري بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية، والدمار الذي لحق بـ 80% من المدن السورية، سيكون مع أي حل ينهي مأساة اللجوء، ويوقف آلة الدمار، ويحافظ على ما تبقى من البنية التحتية في سوريا.

أمين سر المجلس الوطني السوري المعارض عبد السلام البيطار أكد لـ"سوريون بيننا" أن المعارضة السورية سواء الممثلة بالمجلس الوطني أو بالاتلاف السوري المعارض، مع الحل السياسي الذي يحقق للشعب السوري حريته وعدالته، ويحافظ على مبادئ الثورة التي خرج من أجلها الشعب السوري، مؤكدا على أن هذا الحل يأتي بدون أن يكون الرئيس بشار الأسد في واجهته، وبدمج جميع مكونات الشعب السوري من أجل حقن الدماء، والخروج بحل توافقي يخدم البلد والشعب السوري أولا وأخيراً.

المحلل السياسي منار الرشواني يرى في التقاء معارضة الداخل السوري ومعارضة الخارج بالقواسم المشتركة الكبرى خطوة عظيمة، منوها إلى أن هذا التوحد سيزيل ذريعة عدم تمثيل هذا الفريق للشعب السوري، وموضحا أن توحد المعارضة سيكون ورقة رابحة للسوريين وسيحرج العالم، في ظل قدرة المعارضة على مخاطبة السوريين على اختلاف طوائفهم، الأمر الذي يبث الطمأنينة عند بعض الفئات التي تتخوف من اليوم التالي لأي تغير سياسي في بلدهم، حسب رأيه.

يذكر أنه على ضوء هذه المفاوضات سيجتمع عشرون فصيلاً معارضاً من هيئة التنسيق الوطنية والمحسوبة على المعارضة السورية في الداخل، بالإضافة لأحزاب الإدارة الذاتية الكردية، مع اتحاد الديمقراطيين في الإتلاف السوري المعارض، وممثلين عن لقاء قرطبة ومجموعة معاذ الخطيب في القاهرة، برعاية مصر والجامعة العربية لبحث ورقة سياسية موحدة تمهيداً لمفاوضات موسكو.

كما تجدر الإشارة إلى عدم قدرة المؤتمرات الدولية من جنيف 1 وجنيف 2 على وضع نقطة النهاية للأزمة السورية، حيث جمعت كلا من المعارضة والنظام السوريين بهدف الاتفاق على إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، مع صلاحيات تنفذية كاملة، تضم جميع ممثلي الشعب.

بأكثر من 278 قتيلا، ودعت سوريا عام 2014، واستقبلت عاما جديداً بالعودة لخشبة مسرح السياسة الدولية بحثاً عن حل سياسي يحقن الدماء، ويعيد اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والتكهنات بموعد تحقيقه باتت كلها قيد التشكيك.