معان... المدينة التي اتسعت للاجئين رغم التدفق
لم تكن معان المدينة التي ضاقت باللاجئين السوريين قط ، بل اتسعت أرضها للطرفين ، وربما كان قلة عدد اللاجئين الوافدين إلى المدينة مقارنة بغيرها من المحافظات، هوّن الشيء الكثير على القطاعات الخدمية والسكنية فيها.
في أواخر عام 2014 بلغ عدد اللاجئين في معان 7.187 ألف لاجئ، في بدايات اللجوء تحدثت وسائل إعلام كثيرة عن استضافة أهل معان للاجئين في بيتوهم، وبعد ازدياد تدفق السوريين عبر الحدود الأردنية، نالت معان نصيبها من هذا التدفق، الأمر الذي دعا المنظمات إلى إعادة النظر في إقامة مساكن خاصة لهم، حتى يتفادى المجتمع المحلي الضغط الخدمي والسكني في المدينة، حيث بادرت جمعية رحماء بينهم البحرينية بإنشاء مبنى خاص لعوائل الشهداء والأيتام، بهدف تأمين عيش كريم لهم.
أم أحمد لاجئة من حمص قالت لـ"سوريون بيننا" إن إقامتها في هذا المبنى ساعدتها على تخطي مشكلة السكن وتدبير حاجيات المنزل الأساسية، خاصة بعد وفاة زوجها في سوريا، وبعد قدومها من وادي موسى مكان لجوئها الاول، سجّلت أم أحمد في الجمعية ليقدم لها فيما بعد شقة سكنية.
وعن حضانة الأطفال التي يضمها المبنى قالت اللاجئة أم فيصل إن النشاطات التي تقوم بها الحضانة تبدو جيدة في ظل عدم تأمين أطفالها في المدارس الحكومية في البداية، وإن هذا السكن كان ملاذاً لها بعد قدومها من سوريا، كونها زوجة شهيد ولم تكن قادرة على إعالة أولادها بحسب قولها.
أما أبو ياسر عبارة، المشرف على المبنى فأوضح أن المبنى المؤلف من 14 شقة سكنية، كان واحداً من مشاريع كثيرة بادرت بها جمعية " رحماء بينهم "، بهدف نقل الثقل السكاني من المدينة إلى أطرافها، ومساعدة عوائل الشهداء تحديداً، الذين لم يكن يتسنى لهم تأمين أجور المنازل التي أقاموا بها في بدايات اللجوء.
وأشار عبّارة إلى أن عدد الأيتام الأطفال في المبنى يبلغ 30 طفلاً، وأن نسبة العوائل بدون معيل كبيرة، مضيفاً أن هناك الكثير من الأيتام بحاجة إلى المساعدة بما يؤمن لهم حقوقهم الأساسية، لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من قلة الدعم الواصل إلى المدينة للاجئين، إلا أنها تبدو "الأكثر استقراراً".
تحت عنوان " سكن الكرامة " افتتح هذا المبنى في خطوة لمساعدة الأيتام وأبناء الشهداء، وبحسب ما يراه الكثير من اللاجئين فإن هذه المبادرات وإن كانت على نطاق ضيّق، لكنها تؤدي الغرض الكبير في مدّ يد العون لهم.
كما يلفها غبار البادية، تلفّ معان نفحة تشاركية قد لا تكون ظاهرة للمجتمع المحلي والدولي، لكن تكافلاً واضحاً منذ البدايات جعل أوضاع اللاجئين أفضل حالاً من المحافظات الأخرى، كل ذلك كان نتاجاً لمبادرات خيرية من جمعيات عدّة، تجعل غربة اللاجئ أخفّ وطأة.
إستمع الآن