سوريون بيننا - مجدي محمود
أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع السلطات الأردنية، مشروع "تعزيز التماسك المجتمعي وتمكين المرأة"، وذلك للوصول للخدمات في محافظتي إربد والزرقاء، من خلال برنامج من النشاطات المجتمعية وجلسات للحوار التي تسهم بمشاركة التجارب الأردنية والسورية، وقصص النجاح للتغلب على التحديدات والضغوط النفسية.
وسيتعاون المشروع مع مؤسسات المجتمع المحلي لتوفير الخدمات للفتيات والنساء في المجتمعات وفي المناطق االنائية، واللواتي يعشن تحت خط الفقر.
اللاجئة السورية ربى علو، تروي قصة تركها مدينتها درعا بعد أن دمرت آلة الحرب منزلها الصغير، ما اضطرها للجوء إلى الأردن، فيما لم تستطع البقاء في مخيم الزعتري، لتخرج وأسرتها إلى بلدة المغير في اربد، حيث تصف الروابط المجتمعية بينهم كلاجئين وأهل البلدة بالأخوية والمتماسكة.
إلا أنها كانت بحاجة دوماً للتعرف أكثر على المجتمع الأردني، ومعرفة أدوات الاندماج والمهارات التي تسهم في إشراكها في المجتمع، والوصول للخدمات التي تحتاجها، ما دفعها للتسجيل في برامج مشروع الأمم المتحدة للمرأة، والذي زودها بمجموعات من المهارات الحياتية والقيادية، ومكنها من مساعدة عائلتها ومجتمعها الجديد، على حد تعبيرها.
فيما قطعت اللاجئة السورية هاجر الصحراء السورية للوصول إلى منطقة الرويشيد في الأردن، بعد فقدت ذويها، لتجد نفسها بلا أوراق ثبوتية سوى إثبات للشخصية أصدر لها من مخيم الأزرق، الأمر الذي انعكس عليها سلبيا، وولد ضغوطا اجتماعية ونفسية عليها.
إلا أن نظرة هاجر للحياة، تغيرت بعد قبولها دعوة جارتها بمرافقتها لحضور جلسات التماسك المجتمعي والحوار في جمعية حماية الأسرة، وتخلصت من جميع الضغوط النفسية، وأعباء اللجوء التي أثقلت كاهلها.
الطالبة الجامعية إسراء الرشدان، والمتخصصة في التربية الأسرية، فضلت الابتعاد قليلاً عن نطاق الجامعة والمعلومات النظرية، وبدأت بحضور جلسات الحوار في المشروع، وهو ما اكسبها خبرة عملية في تخصصها الجامعي، إضافة إلى تعزيز مهاراتها، وقوة شخصيتها.
وتشير الرشدان إلى تغير نظرتها إلى اللاجئين، الذين كانت تظن أنهم عامل سلبي في المجتمع، لتصبح بعد الاستماع إلى قصصهم، نظرة إيجابية، وبما عزز علاقتها بهم كإخوة في المجتمع.
من جانبها، تؤكد الباحثة الاجتماعية نانسي نقر، والمشرفة على التدريبات والجلسات الحوارية في المشروع، أن النقاط المشتركة بين المجتمعين السوري والأردني كبيرة، حيث كسرت نقاط الاختلاف بعد طول فترة اللجوء.
وتوضح نقر أن المشروع استهدف تدريب 300 سيدة سورية وأردنية، معربة عن أملها بالوصول إلى تدريب 1000 سيدة ورجل، "فمن خلال التدريبات والجلسات الحوارية تتبادل الأردنيات والسوريات الخبرات الشخصية والثقافات والتحديدات، والقضايا المجتمعية التي تمس الطرفيين".
مديرة مركز آية للاستشارات والتنمية، وهو الجهة المشرفة على تقديم الورشات التدريبية التابعة للمشروع، هالة لطوف، تشير إلى أهمية التماسك الاجتماعي أياً كانت الفئات التي تشكله، خاصة مع تزايد الوجود السوري، والتحديات التي تواجه المجتمع.