مشاريع تطويرية لتزويد "الزعتري" بالمياه

مشاريع تطويرية لتزويد "الزعتري" بالمياه
الرابط المختصر

تعتبر الأردن من الدول الفقيرة بالثروة المائية عالميا، وبسبب تزايد عدد مستهلكي المياه في المملكة بعد لجوء ما يقارب 1.5 مليون سوري إلى المملكة، ازداد الطلب على المياه وخاصة في مخيمات اللاجئين.

زيد جبر لاجئ في مخيم الزعتري يذكر كيف كان تأمين المياه في المخيم يشكل معضلة عند اللاجئين القاطنين في المخيم منذ افتتاحه، إلا أنه يؤكد على تحسن آلية توفيرها اليوم وكفابتها للجميع.

ويضيف جبر أن النقص في توزيع المياه حاليا يكون بسبب بعض المشاكل في الآبار الموجودة في المخيم، أو في فترات الصيف الحار حيث يزداد الطلب على المياه بشكل طبيعي.

إلا أن عملية توزيع المياه، مازالت حتى الآن تتم باستخدام صهاريج خاصة لنقل المياه إلى خزانات التوزيع الموجودة في المخيم والموزعة في قطاعاته كافة، حسب اللاجئ السوري أبو كمال.

الناطق الرسمي في وزارة المياه والري عمر سلامة أوضح لـ "سوريون بيننا" أن تزويد المخيم بالمياه تضطلع به منظمة اليونيسيف تحديدا، ولا تتحمل الوزارة هذه المهمة.

وأضاف سلامة أن المنظمة تقوم بشراء المياه من مصادر مختلفة خارج المخيم عن طريق مقاولين، من الآبار الخاصة الموجودة في المنطقة، إلى جانب حفرها لبئرين داخل المخيم لتأمين حاجة اللاجئين.

ويوضح سلامة أن الوزارة تقوم بمتابعة ومحاسبة منظمة اليونسيف على المياه المستخرجة من الآبار الموجودة داخل المخيم، حسب الأنظمة والقوانين المتبعة في الأردن.

تقوم منظمة اليونيسف بتزويد مخيم الزعتري بحوالي أربعة ملايين لتر من المياه يومياً وبدون انقطاع، حسب تصريح الناطق الرسمي في المنظمة سمير بدران.

ويوضح بدران أن التحديات التي واجهت المنظمة في قضية تأمين المياه للمخيم، تكمن في عدد الصهاريج التي تقوم بالتوزيع داخل المخيم، والتي تسببت بدهس عدد من الأطفال.

ويأسف بدران لوجود بعض الوفيات من الأطفال الذين دهستهم صهاريج المياه، مشيرا إلى أن غالبية الحوادث تحصل لدى تعلق الأطفال بالصهاريج، من باب اللعب، مما سبب بعض حوادث الدهس.

ولهذه الأسباب ولتقليص عدد صهاريج النقل، قررت المنظمة حفر بئرين في المخيم، يضيف بدران، ويتم تأمين ما نسبته 40% من حاجة المخيم للمياه منهما، إلى جانب البئر الثالث الذي يتم العمل على حفره حاليا.

وبدأت المنظمة بتمديد شبكة لنقل المياه من هذه الآبار إلى خزانات توزيع المياه المركزية على اللاجئين كمرحلة أولى، وسيستطيع اللاجئون تمديد أنابيب المياه إلى سكنهم بالتنسيق مع المنظمة لاحقا.

 ويضيف بدران أن المنظمة قامت ببناء محطة لمعالجة المياه العادمة أيضا، وحفرت وقامت بتمديد شبكة خاصة لنقل المياه العادمة من أرجاء المخيم إليها، وتخلت عن صهاريج نقل المياه العادمة.

ويوضح بدران أن تكلفة محطة معالجة المياه العادمة، وشبكة نقل المياه الخاصة بها تقارب الـ 50 مليون دينار أردني، وكانت عملية حفر الآبار وتمديد شبكة المياه قد كلفت مبلغا مماثلاً.

ويؤكد بدران على أن هذه المشاريع ستوفر على المنظمة مبالغا على المدى المتوسط، موضحا أن نقل المياه من وإلى المخيم كان يتم عبر مسافات تصل إلى 45 كيلو متراً خارج المخيم، وتكلف مبالغ باهظة.

شبكة توزيع للمياه، ومحطة معالجة أصبحت مشاريعا قائمة في مخيم الزعتري، وستبدأ بالعمل قريبا جداً، في خطوة تسهل على اللاجئين منحى من مناحي حياتهم الصعبة.