مرضى الفشل الكلوي.. غياب الدعم وحضور الألم

مرضى الفشل الكلوي.. غياب الدعم وحضور الألم
الرابط المختصر

"الشكوى لغير الله مذلة"... تهمس اللاجئة السورية أم ياسين معبرة عن حالها وحال نظرائها من السوريين المصابين بمرض الفشل الكلوي.

مجموعة من اللاجئين السوريين، حملوا أوجاعهم في رحلة لجوئهم إلى الأردن، بحثا عن العلاج الذي تعذر العثور عليه حيث يقطنون في مدينة المفرق.

ويقدّر  تقرير سنوي خاص بوباء الفشل الكلوي، أعداد اللاجئين السوريين الذين يتلقون العلاج منه بحوالي 96 مريضا، إلى جانب 4767 مريضا أردنيا حتى نهاية العام الماضي.

فيما أوقفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دعمها فيما يتعلق بتكاليف علاجهم، إلا أن بعض المنظمات عنيت بملف هؤلاء المصابين، حيث تبنت هيئة "معاً لنبني" قضيتهم، وذلك من خلال محاولة جلب الداعمين لهم من أشخاص وهيئات لتغطية تكلفة علاجهم.

وتؤكد أم ياسين ارتفاع كلفة علاجها، مشيرة إلى أن تكلفة الجلسة الواحدة تصل إلى أكثر من 60 دينارا.

ولا تقف تكاليف الغسيل الكلوي عند هذا الحد، حيث يضاف إليها أعباء لاحقة، تتعلق بالعلاجات الأخرى، بحسب ما يوضحه المصاب فيصل، الذي يشير إلى أن سعر الإبرة التي يحتاجها يبلغ 6 دنانير، إلى جانب أدوية أخرى.

كما أن مشقة الذهاب إلى العاصمة عمان من أجل عملية غسيل الكلى، تأتي لتضاف كمعاناة لاتقل وطأة عن المرض نفسه.

أما اللاجئ المصاب محمد الكور، فلم يسعفه القدر، لمواصلة حياته، حيث تروي زوجته كيف عانى بعد عودته من عمان لتلقي العلاج، وغيابه عن الوعي ليومين متتاليين، قبل أن يصاب بالغرغرينا وبتر قدمه، ليعود الالتهاب إليها ويفارق الحياة.

من جهته، يؤكد رئيس منظمة العون الصحي الدكتور يعرب العجلوني، عدم وقف الدعم عن أي مريض لاجئ مسجل بشكل نظامي.

ويوضح أن عدم تقديم الدعم، يكون لأسباب منها عدم امتلاك البعض الأوراق اللازمة، كالبطاقة الأمنية وغيرها.

ما بين مطرقة اللجوء وفراش المرض، وشح المساعدات الإنسانية تجاه الوضع الإنساني المتردي للمرضى بالفشل الكلوي، يعيش هؤلاء المرضى على أمل إيجاد حل عاجل لهم، أو الركون إلى مصيرهم المحتوم.