مئة وخمسة أعوام تختتمها "هوية" باللجوء

مئة وخمسة أعوام تختتمها "هوية" باللجوء
الرابط المختصر

سوريون بيننا  - خالد عواد الأحمد – خضر الشلاش

قبل قرن ونيف من الزمن، ولدت الحاجة" هوية" في قرية من قرى حمص السورية، ورغم كل ماعايشته من حروب القرن الماضي ، وحدها الحرب الطاحنة الأخيرة في بلادها لم تبق بذاكرتها سوى حكاية الدم والدمار، حكاية حرمتها حياتها البدوية البسيطة، واختصرت مئة عام وخمس، بكلمة واحدة هي " لاجئة " .

سألتها عن اسمها ، فأجابت متمتمة بصوت يلخص جيلين من الزمن" اسمي هوية الرخيّص، وعمري 105 سنين ، من بدو حمص ، صحتي مو بخير ، فقيرة الله يساعدني" .

رحلة لجوء حملت مصاعب جمة، لم تثن " هوية" عن التشبث بالحياة ، والهرب من الحصار والدمار مع من تبقى من عائلتها.

تروي حفيدة "هوية" اللاجئة "أم محمد" ، تفاصيل الرحلة الشاقة والتي كانت الأصعب على جدتها، بعد أن وصلوا إلى درعا ، ومن ثم قطعوا مايقارب الساعتين وأكثر مشياً على الأقدام بمساعدة الجيش الحر عبر الحدود السورية الأردنية واجهت خلالها " هوية" الموت، رافضة الاستسلام لسطوته، وتسهب أم محمد بالقول " ظلينا  نمشي أكثر من ساعتين بدرب جبلية ووعرة، ولما وصلنا الشيك الحدودي  تسلمنا الدرك الأردني ،أوصلنا الى مخيم البشابشة".

تعيش الحاجة " هوية " اليوم في قرية السلط قريباً من مخيم الزعتري الذي لاينفك يذكرها بفقدان وطن لازال  يرسل لذاكرتها بعضاً من تفاصيل الماضي.

"..قومي اعجني .. قومي اخبزي ... ردي الغنم " هذا ماتطلبه هوية من زوجة ابنها أم شهد التي تضيف " بتحكي عن الماضي أكتر من الحاضر" وحينما تسألها أم شهد  _ هل هذا بيتنا؟، ترد عليها هوية قائلة " بيتنا بعيد في حمص، بس هربنا من الذبح، ناس بتذبح ناس"

هذا ما استطاعت ذاكرة هوية المعمرة  إدراكه مما يجري في بلادها، دون أن تشفع لها

  سنوات عمرها التي ناهزت القرن وأمراض الشيخوخة المألوفة  لدى كبار السن لم تشفع للحاجة هويّة الرخيّص أن تعيش بكفافٍ وكرامة ، فهي لا تستطيع أن تذهب إلى الجمعيات الخيرية للحصول على ما يقيها ذل السؤال والحاجة ..  دون أن يتشفع لها عمرها الطويل بالخلاص مما تعانيه اليوم