لاجئ سوري يكمل مشوار حياته بنصف جسد

الرابط المختصر

"بدي أرجع أبني حياتي مثلما كانت"... كلمات عبر بها الشاب السوري محمد عيد البالغ من العمر تسعة عشر ربيعا، عن تمسكه بالحياة، بعد أن فقد طرفيه السفليتين بالكامل، جراء إصابته بعيار ناري عندما كان يعمل في إحدى بساتين بلدته في محافظة درعا.

يروي عيد قصة إصابته، التي لم يستفق بعدها إلا وهو يجد نفسه وحيدا بأحد مستشفيات الأردن، بعد مضي شهر عليه في قسم العناية المركزية.

وبين أسرة المستشفيات وصوت أجهزة الإنعاش، بدء عيد حياة جديدة، مشيرا إلى إجرائه لـ 35 عملية جراحية لترميم جروحه، ليتم نقله بعدها إلى مخيم الزعتري، وإحالته  إلى مركز العلاج والدعم النفسي في مركز سوريات عبر الحدود وأطباء بلا حدود، ليعود بعد عام ونصف من المتابعات الطبية إلى المخيم.

وفي الزعتري، يقول عيد إنه كون صداقات جديدة أنسته بعضا من آلام جسده، ليمضي وقته كل يوم بالتجوال على كرسي متحرك برفقتهم بين شوارع المخيم وأسواقه، حيث يشعره زخم السوق والتواجد بين الناس بالبهجة الداخلية.

ويفتقد عيد لأقاربه الذين قد يخففون عنه أعباء اللجوء والمرض في الأردن، باستثناء خالته مريم، والتي تشرف على رعايته في بيتها المكون من غرفتين مسقوفتان بالصفيح في محافظة المفرق، ويقطنها ثمانية أفراد أغلبهم من الأطفال.

وتشير الخالة إلى حب محمد للأطفال، وهوايته بتربية الطيور،فـ"رغم سنه الذي تجاوز التاسعة عشر عاما، لا يزال محمد طفلا يحتاج للحب والمزيد من الرعاية"، معربة عن أملها بحصوله على أطراف صناعية لعلها تعيد له جزءا مما فقد.

وتضيف مريم "بعد أن أنهى محمد علاجه في المستشفى لم أستطع تحمل تكاليف المتابعة الطبية لجروحه و ثمن أدويته، ما دفعنا لعرض حالته على الجمعيات، إلا أن معظمها رفض ذلك، بحجة وجود حالات عديدة تفوق حالته دون قدرتهم على تغطية التكاليف بسبب قلة الدعم المقدم لهم.

فيما أطلق ناشطون سوريون وعرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمساعدة عيد في دفع تكاليف علاجه، وتركيب أطراف صناعية له في ظل غياب أي معيل له، حيث وصف القائمون عليها حالته بأنها من أقسى الحالات الطبية خاصة بعد تقيح جراحه.

هذا وتقدر أعداد المصابين والجرحى السوريين  المتواجدين على الأراضي الأردنية بـ16500جريح ، 500 منهم بحاجة ماسة للدعم الطبي والنفسي، بحسب إحصائيات رابطة الجرحى السوريين في الأردن.

رغم الألم والجراح  يجد محمد الأنس والفرح  بين طيوره التي تحلق  بأحلامه لغد أجمل، حاملة أشواق الحب والحنين لعائلته  ووطنه.