لاجئون يشتكون من عدسات الكاميرات أثناء تسليمهم المساعدات

لاجئون يشتكون من عدسات الكاميرات أثناء تسليمهم المساعدات
الرابط المختصر

" لا تصورني أنا لست وثيقة لإثبات نزاهتك، ابتسامتي المكسورة ليست أفضل تسويق لصفحتك المغمورة، أنا مثلك كرامتي غالية، أحفظ كرامتي لا تصورني بحالة انكسار" هذا واحد من النداءات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ظاهرة تصوير العائلات اللاجئة والأطفال منهم، بالذات أثناء توزيع المساعدات الإغاثية عليهم، ونشر هذه الصور على صفحات فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، بغرض التفاخر حيناً، والتوثيق واستجرار التبرعات والمساعدات و المال الإغاثي في أحيان أخرى.

الناشط أحمد معروف رأى أن توزيع المعونات على الشعب السوري من قبل الجمعيات الإغاثية والخيرية أمر يستحق الشكر، ولكن الأمر يتعدى فعل الخير عندما تقوم هذه الجمعيات بتصوير من يستلم  معوناتها من العائلات ونشر صورهم من باب تشجيع الآخرين، وإثبات عملهم الخيري وأنهم  ذوو مصداقية، وهم بذلك يضربون بعرض الحائط عزة نفس العائلات و كرامتها، بحسب معروف.

ويوضح الناشط الإغاثي هاني العرفي أن تصوير اللاجئين والأطفال منهم بالذات أثناء تقديم المعونات، مطلب للداعمين من أجل التوثيق والحد من الفساد المالي الموجود في العمل الإغاثي.

ويشبه استشاري الطب النفسي ورئيس جمعية الطب النفسي للأطباء النفسيين في الأردن الدكتور محمد حباشنة، تصوير اللاجئين بالمعلومة التي قد تكون أقل حفظاً لماء الوجه، فيما لو كانت معلومة لفظية أو مكتوبة أكثر منها مصورة.

علاوة على ما يشكله موضوع التصوير من إحراج للعائلات اللاجئة وما يتركه من تأثير نفسي عميق على الأطفال فإن لهذا الموضوع حيثياته القانونية، وفق ما يقول محامي الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية المحامي فراس يحيى.

لا يعي الأطفال نتائج تصويرهم بأوضاع مذلة أثناء استلامهم للإعانات ونشر هذه الصور في حينها، ولكن عندما يكبرون سوف يشاهدون هذه الصور ويدركون  أية طفولة عاشوها، ويكون حينها قد فات الأوان على أن يكون لهم "رأي" في كل ذلك.