فقدان الأمل في حل قريب للأزمة السورية، جعل الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في دول الجوار، يفكرون في اللجوء إلى بلد آخر أكثر استقرارا من الناحية المادية، يستطيعون فيه ضمان مستقبلهم ومستقبل أطفالهم.
إلا أن الوصول بطرق غير شرعية الى الدول المتقدمة معبد بالمخاطر، ناهيك عن الأمل المتناهي في الصغر الى درجة العدم، للوصول إلى وطن بديل عبر برنامج التوطين، الذي تنفذه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
اللاجئ السوري محمد يحلم بالسفر إلى دولة أوربية، يستطيع فيها تأمين مستقبله، ليحصد ثمار سنوات الدراسة الطويلة في اختصاص الهندسة المعمارية التي قضاها في الجامعات في سوريا.
إلا أن محمد يذكر وبكل ثقة، أن عودته إلى بلده مؤكدة ما أن تستقر الأوضاع في الوطن ويعم السلام، فهو يدرك حاجة وطنه له وللمختصين في جميع المجالات، بمجرد أن تضع الحرب أوزارها هناك.
لا يحلم جميع اللاجئين السوريين بالهجرة إلى بلد آخر، فأغيد يبحث عن بلد يزوده بوثيقة سفر تعطيه بعض الحرية في التنقل أيا كان هذا البلد ولا يطمح لأي دعم اقتصادي، أو وطن بديل.
ويضيف أغيد أن وثيقة سفرة السورية ستنتهي صلاحيتها قريبا، ولن يستطيع الحصول على وثيقة جديدة، أو حتى تمديد الوثيقة المنتهية الصلاحية نظرا لظروفه الأمنية مع بلده الأم.
منسق شؤون اللاجئن في الأردن الدكتور صالح الكيلاني، يؤكد أن ما تتحملة دول العالم من أعباء نتيجة اللجوء السوري إليها، لا يقارن بما تتحمله الدولة الأردنية ولا يمكن حتى حساب نسبة رياضية في هذه المقارنة.
ويضيف الكيلاني أن عدد اللاجئين السوريين الذين تم توطينهم في دول الاتحاد الأوربي، لا يتجاوز الـ 32 ألفاَ حسب البيانات المتوفرة لديه، ولا يمكن مقارنة هذا العدد، بعدد ملتمسي اللجوء المقيمين في الأردن، وفق الكيلاني.
ويرى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تم توطينهم تحديدا من الأردن إلى دولة ثالثة، متواضع جدا ولا يتجاوز الستة الآلاف، حسب الأرقام الرسيمة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويؤكد الكيلاني أن الحل لأزمة اللجوء السوري، التي أضحت أكبر أزمة في تاريخ البشرية، حسب رأيه، لا يمكن أن يكون عبر برامج إعادة التوطين، فعدد النازحين داخليا وخارجيا من السوريين قارب الـ 10 ملايين نازح.
ويوضح الكيلاني أن العالم أجمع لا يستطيع احتواء هذا العدد الهائل من النازحين، وأن الحل الأمثل لقضية اللجوء السوري هو عودة النازحين إلى بلادهم ومساكنهم بشكل آمن، ليستمروا في حياتهم الطبيعية هناك.
في جولة على المواقع الرسمية لوزارت الخارجية التابع للدول التي قامت بتوطين لاجئين سوريين لديها، استطعنا إحصاء 35 ألفا و618 لاجئ سوري تم توطينهم في بلد ثالث.
كانت المانيا الدولة التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين بما يزيد على 17 ألف شخص منذ اندلاع الأزمة، فضلاًعن الـ 5000 لاجئ يُنتظر وصولهم مستقبلاَ.
فيما قامت كندا بتوطين 2480 لاجئ سوري، واستقبلت النمسا 1500 لاجئ سوري فقط لدواعي إنسانية، تبعتها السويد بـ 1200 لاجئ، ثم فلندا بـ 500 لاجئ، بينما استقبلت فرنسا 500 لاجئ سوري لأسباب انسانية.
واستقبلت آيرلندا عبر برنامج إعادة التوطين 310 لاجئين والنمسا بـ 250 لاجئ، تلتهما بلجيكا والدانمارك وإسبانيا ، فيما كانت جمهورية التشيك ولوكسمورج وهنغاريا وليشتينشتين والبرتغال في ذيل قائمة الدول التي وطنت لاجئين سويين لديها أقلهم 23 لاجئا.
بينما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها استقبال 9 آلاف لاجئ سوري، عبر برنامج خاص يدعى "إقامة الحماية المؤقتة" ولم تصرح الخارجية الأمريكية عن أي أرقام تخص سوريين تم توطينهم لديها.
وكانت بعض المواقع الإخبارية قد ذكرت أن 1700 لاجئ سوري وصلوا إلى أمريكا اللاتينية، وحصلوا على حق اللجوء في دول القارة، بينما لم نستطع الحصول على أي بيانات من السفارة الأسترالية في هذا الشأن.
شباب سوري طموح ولاجئون، تاهو في زحمة الحياة، يبحثون عن بعضٍ من مستقبل، مزقته الحرب في سوريا، علهم يجدون الأمان والاستقرار في وطن بديل.