لاجئون في المناطق النائية هم "الأقل حظا" في حصة التبرعات

لاجئون في المناطق النائية هم "الأقل حظا" في حصة التبرعات
الرابط المختصر

انتشر اللجوء السوري في الأردن ليغطي معظم مدن وقرى المملكة، ولم يشكل بُعد بعض المناطق عائقا أمام وصول اللاجئين إليها، مما ساهم في تردي أوضاعهم المعيشية والحياتية كون تلك المناطق هي بالأصل مناطق نائية وتعتبر "الأقل حظا"، حتى بالنسبة للمجتمع المضيف.

اللاجيء السوري أبومحمود اختار السكن في قرية الواله لعدم قدرته على تحمل كلفة استئجار سكن في عمان بسبب غلاء الأجور، وبسبب الأجور المتدنية المقدمة للاجئين في حال حصوله على فرصة عمل في المدن، والتي لاتكاد تكفي لاستئجار سكن، مما اضطره إلى اختيار السكن في المناطق النائية، موضحا أن أجور المنازل هناك أقل بكثير.

بينما تؤكد اللاجئة أم ربيع، والتي تسكن في قرية المليح، إحدى قرى محافظة مأدبا، عدم تلقيها أي مساعدات سابقا، وعدم وصول أي جهة إغاثية إليهم. مضيفة أنها تتلقى المساعدات الآن عن طريق  جمعية المليح، في ظل افتقارهم  للكثير من الاحتياجات الأساسية.

فريق غار الإغاثي، أحد فرق تنسيقية الثورة السورية في الأردن، أطلق نداء لكل الفرق الإغاثية، بالتوجه إلى المناطق النائية، وتوفير المستلزمات الأساسية للاجئين، كما يوضح منسق العلاقات العامة والإعلام في التنسيقة حسين الشريقي.

ويقول الشريقي إن اللجوء السوري انتشر في كافة مناطق المملكة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب،

ومن الشرق إلى الغرب، موضحا أن الفرق الإغاثية تنشط داخل المدن وبعض القرى، بينما تبقى المناطق البعيدة "الأقل حظا" مهملة إغاثيا، فيما أخذ فريق غار على عاتقه الوصول لكافة المناطق، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، على حد تعبيره.

من جهته اعتبر رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد أن المنظمات تحب العمل في المناطق المغلقة كالمخيمات، حتى يكون هناك نتائج منظورة لعملها الإغاثي، حيث أن عدد اللاجئين معروف، ولكن السبب الرئيس في ترك المناطق النائية هو عدم وجود تبرعات كافية، وتخلي المجتمع الدولي عن ملف اللاجئين شيئا فشيئا، معتبرا أن توقف برنامج الغذاء العالمي نهاية العام الماضي شاهد على ذلك، رغم عودته للعمل بتخفيض المساعدات المقدمة إلى النصف. 

وتشير العديد من الإحصاءات الصادرة عن الحكومة والمنظمات الدولية إلى أن حوالي 20% فقط من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون داخل المخيمات المخصصة للاجئين السوريين، بينما تعيش النسبة الأكبر منهم  في مختلف مدن وقرى المملكة، وسط ظروف معيشية وبيئية واجتماعية صعبة.

 ورغم هذا التفاوت في النسب إلا أن الحصة الأكبر من المساعدات المخصصة للاجئين تذهب إلى مخيمات اللجوء.