لاجئون سوريون يتعرفون على ذويهم "الضحايا" من الصّور
اُفتتحَ في الحادي عشر من آذار الجاري في مقرّ الأمُم المتحدة بنيويورك، معرضَ صورٍ قِيلَ أنّها لمعتقلين سوريين قضوا تحت التّعذيب في سجون النّظام السّوري، كان قدر سرّبها أحدُ المنشقينَ عن النّظام بداية العام الماضي، وأُطلق على المعرض "صور قيصر من داخل سجون السلطات السورية".
هذا ونشرت صفحاتُ التواصل الاجتماعي آلافَ صورِ بعيد المعرض أظْهرت آثار التّعذيب والجّوع على جثث الضّحايا، إلا أن هذه الصور لم تمر مرور الكرام على اللاجئين السوريين في الأردن، فكان فيها من أبنائهم وذويهم المعتقلين، كما يقول اللاجئ محمد الذي رأى صورة أحد أقاربه المُعْتقلين منذ سنتين ونصف ومازال يبحث عن صورة أخيه الآخر.
كما أثارت إحدى تلك الصور دهْشة اللاجئ عادل الذي يقول أنهم دفعوا ما يقارب مليون ليرة سوري منذ مدة، لإخلاء سبيل خاله المعتقل منذ عام ونصف لكنهم تفاجؤوا بصورته بين صور الضحايا غير مصدقين.
فيما أنكر آخرون تعرفهم على صور، على الرغم من تطابق الشبهِ، كما يقول اللاجئ أبو إيهاب، الذي مازال لديه بعض الأمل أن يكون ابن أخيه على قيد الحياة، بعد أن تواصلوا مع الصفحة التي نشرت صوره.
هذا ومازال بعضهم الآخر يبحث عن ذويهم من المفقودين بين الصور وبشكل يومي، كما يقول اللاجئ مؤيد الذي يبحث عن أحد أقاربه والمفقود منذُ ثلاث سنوات، إلا أنه لم يجد صورته حتى الآن.
محمود معتقلٌ سوريٌّ سابق يروي لـ "سوريون بيننا" ما رآه خلال فترة اعتقاله عن أعداد الموتى التي وصلت لثمانية أشخاص في اليوم الواحد، واستطاع أن يحصي 50 حالة وفاة خلال أسبوع، وتتراوح أسبابها بين التّعذيب والتّجويع والأمراض.
المحاميّ المختص في القانون الدولي أنيس القاسم يوضحُ أن هذه الجرائم يأثم عليها القانونُ الدولي، ولاسيما القانون الجنائي الدولي، ويمكن استخدامها كبينة لملاحقة مرتكبيها، وعلى الدولة المرتكبة لهذه الجرائم أن تعوض أهالي الضحايا.
إلا أن نشر هذه الصور في هذا الوقت الذي يجري فيه بحث لحل سياسي، يشير إلى أن هناك فريق لا يريد حلا للأزمة السّورية من خلال إعادتها للمربع الأول، كما يقول المختص بالشأن السوري عامر السبايلة.
الناطق الإعلامي لمركز توثيق الانتهاكات في سورية بسام الأحمد يبين لـ "سوريون بيننا" أن عدد الصور المُسربة حتى الآن تجاوز الـ 6 آلاف صورة، في حين أن العدد الإجمالي يصل إلى ما يقارب الـ12 ألف صورة، وما تم توثيقه حتى الآن عبر تواصل الأهالي 200هو صورة فقط.
ومنذُ اندلاع الأزمة في سورية حتى شهر مارس الحالي وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا 6022 حالة قتلٍ تحت التّعذيب في سجونِ النّظام السّوري منهم 43 حالة لإناث و5868 لذكور، و111 حالة لأطفالٍ قضوا تحتَ التّعذيب.