لاجئات سوريات يواجهن الفقر بإعادة التدوير

الرابط المختصر

تعتبر عملية إعادة تدوير المخلفات من المفاهيم التي تلعب دورا هاما وأساسيا في الحفاظ على البيئة، لكن هذا المفهوم ما لبث أن أصبح أكثر اتساعا في حياة اللاجئين السوريين، ليشمل ما يصب في الجوانب الاقتصادية والعملية.

 في الشهر العاشر من العام الماضي تم قطع القسائم الغذائية عن 21 ألف عائلة سورية، بينما تم تخفيض قيمتها إلى النصف لبقية اللاجئين، وأعلنت بعض المنظمات والمؤسسات غير الربحية عن إفلاسها وعدم تمكنها من تمويل المزيد من اللاجئين السوريين، في ظل منعهم من العمل دون تصريح.

 وفي هذه الأثناء لم يغب عن بال السيدات السوريات دورهن في تحمل المسؤولية مع الرجل، فلجأن إلى ابتكار طرق وأساليب للكسب المادي، ليتحول بعضها إلى مشاريع صغيرة في حجمها ولكنها تكبر في مواجهتها لظروف اللجوء.

 اللاجئة السورية هدى الحلبي تجمع ملابس الصوف من سوق الملابس المستعملة ، كونها زهيدة الثمن بالمقارنة مع المحال التجارية الأخرى والتي لا تستطيع الشراء منها لثمنها المرتفع، حيث تقوم بفك صوف الملابس وإعادة صنعه ليناسب أبناءها.

 فيما تستعمل اللاجئة سمية النحاس القسم العلوي من البنطال المستعمل، لتصنع منه المحافظ والحقائب التي تبيعها وتستفيد من ثمنها لشراء الطعام ودفع أجرة المنزل.

 ولم يتوقف الأمر عند استخدام الملابس المستعملة، حيث شمل التدوير بقايا الطعام أيضا، فاللاجئة رجاء السمان تقوم بتجفيف الخبز المتبقي لاستعماله مرة أخرى مع أصناف الطعام المختلفة كالحساء مثلا.

 أما اللاجئة شام عبد الهادي فتقوم بالاستفادة من زيت الطعام المحروق عبر تصفيته وإضافة بعض المواد إليه، لتصنع منه الصابون، لافتة إلى أن هذه الطريقة هي الأمثل للتوفير؛ نظرا لقلة المساعدات وعدم قدرتها على شراء المنظفات، حيث أنها تفضل أن تشتري بهذا المبلغ حاجيات أساسية أكثر أهمية منها.

 الناطقة باسم رابطة المرأة السورية في الأردن مسرة السراس تؤكد لـ"سوريون  بيننا" على تشجيع الرابطة السورية لجهود اللاجئات، باعتبارهن الحلقة الأضعف، لكنها تنوه في الوقت نفسه إلى وجود معوقات تتعلق بتعليمهن وعدم درايتهن بأساليب التدوير الأكثر نفعا سواء أردن الاستفادة منها في بيوتهن أو بيع منتجاتهن في السوق.

 الحاجة أم الاختراع، ولكنها أيضا واحدة من الأسباب الرئيسة التي تحد من تعليم المرأة وزيادة خبرتها، إلا أن الكثير من اللاجئات السوريات استطعن اجتياز معوقات عدم المعرفة وابتكرن بأساليب ابداعية ما يساهم في حماية عائلاتهن من الفقر والحاجة.

أضف تعليقك