-32% معدل الزواج المبكر بين اللاجئات السوريات
أطلق الصندوق الأردني للتنمية البشرية مشروع "تواصل لسعادة الأسرة"، وذلك بهدف التوعية على أهمية برامج وآليات تنظيم الأسرة، والتحذير من مخاطر الزواج المبكر على المجتمعات.
وسام الزعبي طالب سوري في جامعة جرش الأهلية، سارع للتسجيل فور سماعه عن هذه المبادرة، كمثقف اجتماعي، بعد تلقيه دورة تثقيفية عن وسائل تحديد النسل وتنظيم الأسرة، يؤكد على أهمية مشاركة الشباب في توعية أقرانهم بمخاطر الزواج المبكر والسن الأفضل و القانوني لتكوين الأسرة، بما يحافظ على صحة المجتمعات وتنميتها.
ويشير الزعبي من إلى الزيارات الميدانية كشفت لهم أن أغلب العائلات التي تلجأ للزواج المبكر، لا يوجد لها معيل غير المرأة، في ظل نقص المساعدات المقدمة لهم، إضافة إلى الفكر المغلوط لدى بعض العائلات عن ضرورة تزويج الفتاة في سن مبكرة، الأمر الذي يساهم بارتفاع نسب الزواج المبكر و الطلاق في المجتمع.
بينما تتخذ اللاجئة السورية عليا الحوراني أسلوبا آخر بالتواصل مع الأسر، وذلك عبر الزيارات الميدانية للعائلات، ورواية قصص فشل زواج الفتيات في سن مبكرة، والمشاكل التي تلاحق الفتاة وأسرتها، والتعريف بوسائل وتقنيات تحديد النسل لتعزيز الثقافة التعليمية حول الصحة الجنسية والإنجابية.
مديرة وحدة النوع الاجتماعي وتمكين المرأة في صندوق الأردني للتنمية البشرية رشا عبابنة، توضح أن المشروع يهدف إلى إحداث تحول ثقافي في مواقف وقناعات العائلات تجاه وسائل تنظيم الأسرة، والذي يتحقق بزيادة الطلب على وسائل التنظيم وبناء القدرات وتوفير الدعم اللازم.
ويستهدف المشروع العائلات السورية والأردنية ويغطي ثماني مناطق في ست من محافظات المملكة، بتمويل من وكالة الإنماء الدولية USAID.
الباحث الاجتماعي الدكتور حسين خزاعي، يؤكد على أهمية مثل هذه المشاريع والتي تتضمن محاضرات وندوات ولقاءات، لتستمع الأسر للمختصين وأصحاب الخبرة في تنظيم الأسرة، بما يساهم بتعريفها بسلبيات الزواج المبكر التي تغيب عن أذهان الكثيرين في المجتمع.
ومن بين هذه السلبيات، تعرض الفتاة للإجهاض أو العنف والتعذيب وانتهاك حقوقها بما قد يصل حد الموت، لافتا إلى وفاة ما يقارب مليون فتاة سنويا حول العالم بسبب الزواج المبكر.
يذكر أن معدلات الزواج المبكر ارتفعت بين اللاجئات السوريات اللواتي تزوجن وهن دون سن 18 في الأردن من 18% عام 2012، إلى 25 % عام 2013، ولتصل إلى 32% خلال العام الجاري، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
الوضع المعيشي الصعب، وأعباء اللجوء التي أثقلت كاهل العائلات السورية، إضافة إلى تعصب المجتمع للأفكار المغلوطة من زيادة أعداد أطفال الأسرة، يدفع الكثير من هذه العائلات إلى تزويج فتياتهن في سن مبكر، الأمر الذي سينتهي بمشاكل نفسية وصحية سلبية على الفتيات والأسرة والمجتمع.