عمالة أطفال اللاجئين في المفرق ... حاجة اقتصادية ام نزعة ذاتية !

عمالة أطفال اللاجئين في المفرق ... حاجة اقتصادية ام نزعة ذاتية !
الرابط المختصر

سوريون بيننا - خالد عواد الأحمد

" بدنا نعيّش العيلة " قالها ببراءة وعفوية، اللاجىء السوري الطفل يحيى ابن الستة أعوام الذي يعمل في بيع البسكويت في شوارع المفرق عسى ان يحصّل دنانير قليلة تساعده على العيش بكرامة مع أمه وأشقائه الصغار.

قصة الطفل السوري يحيى هي واحدة من قصص كثيرة لأطفال ذاقوا مرارة اللجوء باكراً واتجهوا إلى العمل بدل آبائهم الذين يواجهون عراقيل وصعوبات كثيرة في العمل

ولا توجد احصائيات رسمية حول عدد اطفال اللاجئين العاملين في الاردن بحسب هيثم الخصاونة الناطق بإسم وزارة العمل، وان كانت هناك احصائية للاطفال الاردنيين أجرتها دائرة الإحصاءات العامة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية عام 2007 تشير إلى أن عدد الأطفال العاملين في المملكة يبلغ حوالي 32 ألف طفل، يتركز معظمهم في محافظات عمان والزرقاء وإربد.

ورغم عدم توفر معلومات عن مدى استفحال هذه الظاهرة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الا ان منسق المنظمة  سامر بدران – يشير إلى أن هناك "نزعة" لدى الأطفال السوريين للعمل في مخيم الزعتري وخارجه.

ويضيف ان  المنظمة ستقوم قريباً بإجراء تقييم لقضايا حماية الأطفال اللاجئين الذين يعملون في سن مبكرة للوصول إلى فهم أفضل لهذه النزعة .

الحاجة دفعتنا لتشغيل أطفالنا

أبو مرهف لاجئ سوري دفع طفليه لبيع مواد غذائية في الطرقات، فهو لا يستطيع التجول في الطرقات بسبب سنه، ويؤكد أنه بحث كثيراً عن العمل لكن دون جدوى الأمر الذي اضطره لتشغيل أطفاله.

يضيف أبو مرهف "ليس لدي خيار آخر، كيف سأؤمن مستلزمات البيت وكيف سأدفع الأجرة فالمعيشة هنا غالية"

اسوأ أشكال عمل الأطفال

 

عند إحدى إشارات المرور بالقرب من مجمع الحافلات يقف عبد الله خلف ذو الثمانية أعوام من مدينة درعا وهو يحمل علبة في داخلها علكة وبسكويت وعندما سألناه عن سبب عمله قال ان والده يقوم بضربه اذا لم يبيع البسكويت الذي في حوزته.

وعندما سألناه ألا تتعب من التجول طوال النهار أجاب بلهجة واثقة : " أنا ما بتعب وبرجع علبيت لما بخلّص بيع" وأضاف بعفوية: " بدّنا نعيّش ولادنا ... بدنا نعيّش أخواتنا"

يحظر قانون العمل الأردني تشغيل الأطفال سواء كانوا اردنيين أم غير اردنيين مثل اللاجئين السوريين كما يقول الناطق الرسمي باسم وزارة العمل هيثم خصاونة.

وقد عاقبت المادة 77 من قانون العمل الاردني صاحب العمل المخالف للاحكام الخاصة بعمل الاحداث او اي نظام او قرار صادر بمقتضاه بغرامة لا تقل عن 100 دينار ولا تزيد على 500 دينار وتضاعف هذه العقوبة في حالة التكرار ويجوز تخفيض العقوبة عن حدها الادنى للاسباب التقديرية المخففة .

 

ظروف صعبة

ثمة أسباب إقتصادية وإجتماعية عدة تدفع بأطفال اللاجئين السوريين للانخراط في العمل في سن مبكرة كما ترى شيرين مازن الباحثة في مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية العديد من اللاجئين السوريين خرجوا من بلادهم دون مردود مادي ودون عمل ، تركوا بيوتهم وأموالهم في سورية واضطروا للعمل هنا في ظروف صعبة.

وحول سبب سماح اللاجئين لأبنائهم بالعمل تضيف شيرين أن دخل رب الأسرة اللاجىء قليل لذا يقوم باستخدام ابنائه كرديف له ويدفع بهم الى العمل وقد يكون سبب عمل الأطفال لأسباب ذاتية.

تقول شيرين "أحيانا يأتي الطفل دون عائلته للظروف الدائرة في سورية فيضطر الى العمل ليصرف على نفسه ، ويؤمن دخله اليومي، وأحياناً يأتي مع امه وأخواته فيكون في هذه الحالة المعيل الوحيد لهذه العائلة فيضطر إلى العمل" .

كثير من أبناء اللاجئين ليسوا على مقاعد الدراسة وكثير من الآباء لا يملكون المال الكافي لسد حاجة بيوتهم بالإضافة لضعف قدرتهم على العمل مما يجعل ظروف اللجوء الصعبة تسهم سلباً في تفاقم هذه الظاهرة.