عمار.. الطفل السوري الذي سقط من ذاكرة الحرب

عمار.. الطفل السوري الذي سقط من ذاكرة الحرب
الرابط المختصر

فقد الطفل عمار السلامات،  ذراعه وساقه إثر استهداف ملجأ كان يأوي مدنيين بصاروخ في مدينة الحراك بمحافظة درعا، وخلّف عددا من الضحايا الأطفال، والعديد من الجرحى ومبتوري الأيدي والأرجل أغلبهم من عائلة السلامات.

والد الطفل ياسر يروي تفاصيل ما جرى صبيحة أول أيام رمضان من العام 2012، حيث كانت مجموعة من الأطفال يلعبون فوق سطح الملجأ الذي يؤويهم بعد هدوء نسبي للقصف، ليتفاجؤوا بسقوط الصاروخ.

 ويضيف الوالد، بأن زوجته أسعفت عمار رغم إصابتها البليغة، ليتم بتر يده وقدمه اليسريين، وإجراء عملية فصل لكعب قدمه بسبب تفحمه إثر إصابته بالشظية، إلى أن تم تسفيره إلى الأردن بعد أسبوع من بقائه في المستشفى الميداني.

وبعد وصول عائلته إلى المملكة، تم إدخال عمار إلى أحد المستشفيات، حيث قرر الأطباء بتر قدمه مرة ثانية، نظراً لشدة التهابها وتأزم حالتها، وبمساعدة عدد من الناشطين تم نقله بعد عدة شهور إلى فرنسا حيث تكفلت إحدى الجمعيات الخيرية الفرنسية بتركيب ساق اصطناعية له.

ويحاول عمار، بعد  سنتين ونصف من إصابته، أن يمارس حياته الطبيعية، ويتأقلم نوعاً ما مع إعاقته، فيلهو ويلعب بالكرة بقدم واحدة، ويذهب إلى مدرسة العلوم في إربد، مشيراً إلى أنه أصيب بملوثات دم في جسمه وتكسّر في كريات الدم، مما أدى لانخفاض في مستوى مناعته للأمراض.

فيما  لا يساعد الوضع المادي الوالد بتأمين العلاجات لابنه، ومنها حقنة لتخفيض تأثير الكورتيزون يبلغ ثمنها 250 دينارا، في ظل وقف المنظمات الإغاثية لعلاجه.

قصة عمار التي تصدّرت وسائل الإعلام والصحف العربية والعالمية ، نموذج لمئات الحالات المؤلمة لأطفال سوريين فقدوا أطرافهم، ولكنهم لم يفقدوا الأمل بالحياة والعيش والتفاؤل بغد مشرق.