نظرا للفكر السلبي المنتشر بين اللاجئين السوريين حول بعض القضايا المجتمعية، عمدت بعض اللجان والفرق الفنية والتطوعية إلى تنظيم مسرحيات وفعاليات توجيهية هادفة لتوعيتهم بسلبيات بعض المعتقدات والعادات والسلوكيات كعمالة الأطفال والزواج المبكر والحفاظ على الصحة العامة والاندماج المجتمعي، إضافة إلى العديد من المشاكل التي تواجههم خاصة في مخيمات اللجوء.
مدير فرقة "سوريا الغد" الفنية محمد حرب، يوضح أن الفرقة تعمل من خلال مسرحياتها الهادفة إلى طرح حلول لبعض المشاكل التي يعيشها اللاجئون يوميا، حيث نظمت عدة مشاريع وفعاليات في داخل مخيم الزعتري وخارجه، شاركت بها 12 منظمة محلية ودولية.
ويشير حرب إلى مشاركة الفرقة بفعاليات في محافظة مادبا، استهدف أكثر من 500 لاجئ سوري، حيث رسمت المسرحات البسمة على وجوه العائلات، وأضفت أجواء من الفرحة والبهجة في حياتهم، علها تخفف من آلام اللجوء ومعانته.
كما قدمت الفرقة مسرحيات عن اللجوء والهجرة، وحول مخاطر الزواج المبكر على العائلة والطفلة والمجتمع، وسلبيات عمالة الأطفال، التأكيد على أهمية حث الأطفال على التعلم وإعادتهم لمقاعدهم الدراسية ضمن مسرحية "المدرسة".
مدير اللجنة الشبابية السورية إسماعيل الحريري، يؤكد أن "جميع المسرحيات التي عملت عليها اللجنة مسرحيات توعوية تعكس واقع المجتمع الذي يعيشه اللاجئون السوريون، حيث تتسبب الضغوط النفسية بمشاكل داخل المنزل أو الحي أو المجتمع، الأمر الذي طرح فكرة عرض مسرحيات تهدف إلى نشر المحبة وزيادة أواصر التعاون بين جميع فئات المجتمع.
ويعبر اللاجئ السوري رأفت الحوراني عن فرحته بعد مشاهدته لهذه الإعمال، حيث يرى أن المسرحيات والفعاليات الفنية المختلفة تنقل صورة وواقع معاش بشكل كوميدي وهادف لتغيير بعض المعتقدات المجتمعية، إضافة إلى تصويرها لآلام وآمال اللاجئين.
الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، يؤكد أن الفنون على مختلف أشكالها، تعد من أفضل الطرق لإيصال الرسائل التوجيهية إلى الناس، حيث لا يحتاج المجتمع للأعمال الجامدة، والانغلاق في مواضيع التوجيه والإرشاد.
ويعُد الخزاعي هذه الطرق في التوعية فعالة ونجحة في دول عربية وأجنبية في التوعية والإرشاد بمختلف القضايا، ففي أمريكا يستخدم الغناء في مواجهة مرض نقص المناعة المكتسب، كما استخدم الفن في مصر في الإرشاد والتوجيه لتنظيم الأسرة والحفاظ على الصحة العامة.
فنانون سوريون قدموا المسرحيات و طرحوا المبادرات والأعمال الفنية الهادفة لتوعية اللاجئين على سلبيات بعض المعتقدات والعادات المجتمعية، علها تغير واقعاً وصورة قاتمة الألوان، وتحيلها لوحةً تزهو بشتى ألوان المجتمع، وجامعةً كل جميل في أعمالهم وفعاليتهم الفنية.