من رحم المعاناة و الوحدة تفجرت لديه موهبة الشعر ليكتب خواطره وأبيات شعره القصيرة على صفحته في الفيسبوك، ليلقى تفاعلآ بين أصدقائه ومتابعيه من إعجابات ومشاركات وتعليقات تعكس حبهم لكل ما يكتبه، ومن هنا بدأت الحكاية .
اللاجئ السوري عبدو الحسين شاب عشريني ترك دراسته نتيجة للظروف الأمنية، ولتخلفه عن خدمة العلم في سورية، ولدى اندلاع الحرب هناك انضم عبدو لصفوف المعارضة السورية المسلحة، وتغيرت مسارات حياته من شاب طموح يبحث في سبل تطوير نفسه وبناء مستقبله إلى ثائر يحمل السلاح دفاعا عن أفكاره.
أصيب الحسين بعيار ناري نقل على أثره إلى الأردن لتلقي العلاج، وهناك أصيب بشلل أفقده القدرة على تحريك قدميه، وأصبح الكرسيّ المتحرك رفيق دربه في طرقات المخيم.
ويروي الحسين تفاصيل الحادثة التي أدت إلى أصابته خلال مشاركته في واحدة من الاشتباكات التي دارت هناك، حيث أصيب في اليوم الثاني مما أسمته المعارضة السورية بمعركة السهوة في المنطقة الجنوبية، واخترقت رصاصة عموده الفقري ونقل إلى الأردن لتلقي العلاج، وكانت النتيجة شلل نصفي، وعلاج فيزيائي لم ينته بعد منه بعد أن نقله مستشفى المغربي في مخيم الزعتري إلى مركز حوارة للعلاج الفيزيائي.
كان لإحدى السيدات، وهي أم لمصاب التقى بها الحسين صدفة، الفضل في إصراره على متابعة وتطوير ما يكتب، ليعود مرة أخرى ويختار سلاح الكلمات في دفاعه عن بلده بدلا من البندقية.
بعدها نقل عبدو إلى مركز (سوريات عبر الحدود )، وخلال هذه الفترة ساءت حالته النفسية بشكل كبير نتيجة لتأزم الوضع في سوريا ولحالته الصحية الجديدة، ليصب جم غضبه وكل ما يفكر به في الكتابة والنشر عبر صفحته على الفيسبوك والتي أصبحت واحدة من أكثر الصفحات متابعة داخل المخيم وخارجه.
قراء ومثقفون ونشطاء شجعوا عبدو الحسين على الاستمرار فيما يكتب، ليتحول بعدها بوقت قصير من هاو لكتابة الشعر إلى باحث في أصوله وبحوره.
ساق اللجوء لعبدو الحسين أشخاصا ساهموا بتنمية موهبته و مساندته على الانتشار داخل المخيم، وكان أكثرهم تأثيرا شاب طمح لإقامة مركز ثقافي داخل مخيم الزعتري، التقى به الحسين صدفة، ليكون المركز بابا واسعا لنجاحه وصموده أمام إعاقته وأمام براثن اللجوء.
ورغم المعاناة التي يعيشها عبدو في حياته اليومية، ظل صموده وأمله بغد أفضل واضحا في أبيات شعره، متحديآ اليأس وطامحا لمستقبل أجمل.