عام يمضي حمل بين أيامه وشهوره الكثير من الأحداث السياسية والاقتصادية والقرارات التي أثرت سلبا على حياة اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تركت غالبيتها واقعا لا يشبه توقعاتهم لتختلط آمالهم بآلامهم.
ففي بداية العام 2015، وعلى الصعيد الدولي، أعلنت روسيا عن عقد مفاوضات بين النظام السوري وممثلي المعارضة، إلا أن الشروط حالت دون استمرار هذه المفاوضات.
فيما أجريت محادثات في العاصمة السويسرية بداية تشرين الثاني، لينتهي الاجتماع بالاتفاق على أن تبقى سورية دولة علمانية، وبقاء "عقدة" الرئيس بشار الأسد بلا حل.
في حين عقد في العاصمة السعودية الرياض مؤتمر لأطراف من المعارضة، تم الاتفاق خلاله على لقاء وفدين من النظام والمعارضة، للتفاوض بينما ربطت المعارضة مشاركتها بالمفاوضات بوقف التدخل الروسي، مع انتقال سياسي للسلطة.
كما أجمع مجلس الأمن على مشروع قرار متفق عليه بين أطراف المجموعة الدولية لدعم سورية، بعقد مفاوضات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة مطلع العام المقبل، كما كلف الأمين العام للأمم المتحدة بجمع ممثلي الجانبين من خلال مكتب المبعوث الخاص إلى سورية، وذلك بهدف إشراكهم في المفاوضات حول عملية الانتقال السياسي.
وانتخبت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، رئيسَ الوزراء السوري الأسبق، المنشق عن النظام، رياض حجاب، منسقاً عاماً للهيئة
أما على الصعيد الأردني، فقد صدر مطلع العام قرار حكومي بإلغاء نظام الكفالات من المخيمات، ليحرم غالبية اللاجئين من أبسط حقوقهم بالتنقل.
وفي إحصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بلغ عدد المسجلين منهم لديها 629.128 لاجئا، أكثرهم من الأطفال، حيث قدرت نسبتهم 57 % نصفهم بعيد عن مقاعد الدراسة ومنخرط في سوق العمل.
كما وشهد الأردن انخفاضا في معدلات اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم، حيث تراجعت معدلاة العودة الطوعية من 150 إلى 100 عائد أسبوعيا.
هذا وشهد مخيم الزعتري للاجئين السوريين منخفضين ثلجيين شتاء، وعاصفتين للغبار صيفا.
وقام برنامج الغذاء العالمي بوقف مساعداته المقدمة للاجئين، ليلجأ بعد ذلك إلى تغيير آلية تقديم مساعداته، حيث تم تصنيف اللاجئين إلى ثلاث فئات بحسب الوضع المعيشي ومدى حاجة اللاجئ للمساعدات.
أما بعد رفع الدعم الصحي عن اللاجئين، فقد قدمت منظمة العون الصحي 7 آلاف خدمة صحية شهريا في مراكزه، في حين استقبل مستشفى المفرق الحكومي 17451 حالة في قسم الطوارئ خلال الأشهر العشرة الماضية، حيث تعد محافظة المفرق من أكبر مناطق المملكة استقبالا للاجئين.
ثقافيا، أقامت فرقة سوريا الغد الفنية عرضين مسرحيين لدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أقيم معرض فني للوحات الزيتية والمرسومة بالفحم والرصاص، جسدت بين ألوانها آمال وآلام السوريين في بلدان اللجوء.
على صعيد منفصل، أعلنت السفارة السورية في الأردن عن تقديم تسهيلات للاجئين المقيمين على أرض المملكة للحصول على وثائقهم الشخصية، حيث تراوحت أعداد المراجعين شهريا ما بين 5000 - 10000 مواطن.
هذا وأعلنت كندا عن استعداها لاستقبال 25 ألف لاجئ سوري منهم 10000 من الأردن، وبمعدل 900 لاجئ يوميا.
هذا وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ معظمهم من السوريين، وصلوا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الحالي، في حين قضى منهم أكثر من 3210 لاجئين غرقا قبل وصولهم.
كما وتمكن الائتلاف الوطني المعارض من تولي ملف الحجاج السوريين للمرة الثالثة على التوالي.
إلى ذلك، انخفضت نسبة المتقدّمين للشهادة الثّانوية العامة من الطلبة السوريين لهذا العام مقارنة بالعاميين الماضيين، حيث كانت تصل لـ 1250 طالباً، في حين أن عددهم هذا العام لم يتجاوز الـ600 طالب وطالبة.
المحلل السياسي والمختص بالشأن السوري عامر السبايلة، يوضح أن أوضاع اللاجئين لم تعد تحظى بالأولوية كما كانت عليه سابقا، مشيرا إلى أن مسألتهم يمكن حلها سريعا من خلال إقامة منطقة آمنة في الداخل السوري، وفتح ممرات إنسانية لعودتهم.
ويضيف السبايلة أن هناك دولا تسعى وبشكل واضح، إلى تعطيل الحل السياسي للأزمة السورية، الأمر الذي يطيل وجودهم في الخارج، لافتا إلى أن أمر اللاجئين محكوم ضمن المعادلة السياسية.
ويؤكد أن أوضاع اللاجئين ستزداد سوءا مع انخفاض الدعم المقدم لهم، مطالبا الحكومة الأردنية بالتعامل مع الأزمة على أنها طويلة الأمد، وعرض الحلول لإنهائها، لأنها أصبحت تشكل خطرا على أمنه الداخلي.
عام يرحل وآخر يعود، ولا أحد يدري ماذا يخبئ في أوراق روزنامته، لعله يحمل في طياته آمالهم التي ينشدونها في ظل غياب حل سياسي يلوح بالأفق لأزمتهم.