طلبة سوريون أمام خطر الأمية في المخيمات العشوائية

الرابط المختصر

اضطر العديد من أطفال اللاجئين السوريين، وخاصة في المخيمات العشوائية، لمغادرة مقاعدهم الدراسية، سعيا لتامين قوت ذويهم، أو لعدم توفر مدارس في تلك المخيمات، لينقطع الكثير منهم عن أقلامهم وكتبهم لسنوات.

ففي منطقة الدفيانة من ضواحي المفرق، يلتئم السوريون في تجمعات عشوائية للعمل في المزارع المجاورة، بغياب المدارس لأبنائهم، وصعوبة إرسالهم إلى مدارس القرى المجاورة، لتتم سنوات خمس على بعضهم دون تلقي أي نوع من التعليم.

حسين الأحمد لاجئ سوري وصل الصف التاسع الإعدادي، والذي يعد من أعلى الدرجات العلمية في التجمع العشوائي، لا يخفي رغبته بإتمام الدراسة، مناشدا المنظمات والمؤسسات الرسمية بافتتاح مدرسة لهم داخل التجمع.

ويقدر الأحمد عدد الطلبة المنقطعين عن الدراسة داخل تجمعهم الذي يضم 75 خيمة، بحوالي 100 طالب وطالبة، لعدم قدرتهم على الذهاب إلى القرى المجاورة وخاصة خلال فصل الشتاء.

أما أحمد الطالب، فقد حالت الظروف الصعبة التي تعيشها أسرته داخل التجمع، ومساعدتهم في العمل، دون إكمال دراسته بعد الصف الأول الابتدائي، والتي انقطع عنها منذ بداية الأحداث في بلاده، معربا عن رغبته بالعودة إلى مقاعد الدراسة.

مدير التربية والتعليم في منطقة البادية الشمالية والشرقية رياض شديفات، يؤكد أن الكثير من الطلبة السوريين ملتحقون بالمدارس الأردنية الحكومية، إلا أن البعض ممن يقطنون التجمعات العشوائية، يتوجهون إلى العمل في المزارع، دون تسجيل أبنائهم في المدارس.

ويوضح شديفات أن عدد الطلبة السوريين الذين راجعوا مديرية التربية لم يتجاوز الـ2000 طالب، لافتا إلى أن إنشاء مدارس في التجمعات العشوائية يعد أمرا مخالفا.

وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد الطلاب السوريين في المدارس الأردنية، بلغ  140 ألفا و559 طالبا وطالبة، منهم 109.975 في المدارس الحكومية و 11.205 في المدارس الخاصة، فيما بلغت نسبة الطلبة السوريين المنقطعين عن الدراسة 53% من أصل 120 ألف طالب في المملكة.

وكان وزير التربية والتعليم محمد الذنبيات، قد أعلن سابقا أن 22% من طلبة الصفوف الأساسية الثلاثة الأولى، لا يجيدون القراءة أو الكتابة.

وفي ظل غياب أرقام دقيقة لعدد الأطفال السوريين المنقطعين عن الدراسة في التجمعات العشوائية, يبقى خطر الجهل والأمية يهددهم، وهو ما سينعكس سلبا على مستواهم الثقافي والتعليمي على المدى البعيد، ومن ثم على مستقبل بلادهم.

أضف تعليقك