طفل سوري.. رسولا لقضايا اللاجئين في أوروبا

الرابط المختصر

الحرب مصاب يفني الحجر والبشر لا يميز كهلاً عن طفل، تتجلى أقسى نتائجه في إصابات الأطفال، وقد بلغت معاناة الأطفال السوريين حدودا لا متناهية، إذ يزداد عدد الأطفال مبتوري الأطراف يوما بعد يوم دون أي أمل في نهاية لمعاناتهم.

أخذت رحى الحرب الدائرة في سورية ساق الطفل السوري وسام اليمنى، وشوهت اليسرى، لجأ إلى الأردن طلباً للحياة، وأملا بالعلاج، إلا أن نتائج الفحوصات لم تكن مطمئنة، فاحتمال بتر الساق الأخرى كبير ونجاح العمل الجراحي ضيل.

يقول وسام، إن الأمل ابتسم له أخيراً عبر مركز البدر لإدارة المشاريع العلاجية، فتبنت منظمة "الإنسانية العالمية إسبانيا"، تأمين مصاريف السفر إلى إسبانيا، والفحص لدى أشهر الجراحين المختصين في علاج مثل هذه الحالات، وتكاليف العمل الجراحي كاملة في حال الضرورة.

سافر وسام وكانت نتائج الفحص مبشرة، فنجاح العمل الجراحي مضمون وستعود ساقه إلى فاعليتها، إلا أن وسام حضر ممثلاً لزملائه من الأطفال في معرض للوحات الأطفال وبنى علاقات طيبة مع الإسبان.

تعرف وسام على أحد أعضاء نادي أتليتيكو مدريد ودعاه لحضور تدريباتهم، وأهدوه كرة موقعة من جميع لاعبي النادي، وكانت زيارته لهم رحلة تعريفية بمعاناة الأطفال السوريين جراء الحرب في بلادهم.

ومن بين الحاضرين في المعرض، كان أحد العاملين في القناة الخامسة الإسبانية، التي دعت وسام لمقابلة خاصة، عرف من خلالها وسام الشعب الإسباني عن معاناة الأطفال السوريين الذين فقدوا كل شيء، وفقد الكثيرون منهم أطرافهم في الحرب.

الفنان الكوميدي "الرجل الأسود"، أعجب بوسام، ودعاه إلى مكتبه، فما كان من وسام إلا أن أهداه لوحة تعبيرية رسمها بنفسه، توضح بعضا من معاناة الشعب السوري.

مدير مركز البدر للمشاريع العلاجية محمد الكردي، رافق وسام في رحلته العلاجية هذه، ويؤكد أن نتائج الزيارة كانت رائعة، فقد لفت المعرض أنظار الأوربيين إلى مشاكل الأطفال المصابين في الأردن والسوريين بشكل عام.

وبلغ عدد حالات البتر بين السوريين اللاجئين في الأردن 7500 حسب الكردي، وهو رقم يصفه بالضخم، وبحاجة إلى إمكانيات مادية ضخمة لتأمين الرعاية الصحية والأطراف الاصطناعية اللازمة لهم.

ويضيف الكردي، أن رحلة الطفل السوري لفتت نظر المنظمة الدولية الراعية لعلاجه إلى هذه الحاجات، فتبرعت بتزويد المركز العلاجي بمئتي طرف صناعي مختلفة لمبتوري الأطراف من اللاجئين السوريين في الأردن.

وبنى الكردي في هذه الرحلة بعض العلاقات مع منظات إنسانية أخرى، يتوقع من خلالها أن تكون هناك مبادرات أخرى من منظمات أوربية متعددة، لتأمين أطراف صناعية لللاجئين السوريين في لبنان وتركيا، وحتى في الداخل السوري.

ويشير إلى أن الشعب الأوروبي بحاجة للتعرف أكثر على معاناة السوريين وحاجاتهم، فـ"سائق التاكسي مثلا أبى أن يتقاضى أجره وتبرع به للأطفال السوريين ما أن حدثناه عنهم".

رسول السلام أوصل رسالة إلى الأوروبيين، أن الأطفال بحاجة لدعمهم، ليستمروا في الحياة، ففقدان الأطراف لا يعني أبدا نهاية الحياة والمستقبل​

 

أضف تعليقك