صاحب فرقة "سورية الغد"... مبدع يتحدى إعاقته واللجوء

صاحب فرقة "سورية الغد"... مبدع يتحدى إعاقته واللجوء
الرابط المختصر

"كل ذي إعاقة جبار" بهذه الكلمات عبرَ اللاجئ السوري الأربعيني محمد حرب عن إصراره  وتمسكه بالحياة مواجها إعاقته التي ولدت معه.

لم يكن الاستسلام لإعاقته وواقعه المؤلم بنظر الآخرين عائقا أمام متابعته لتعليمه وحصوله على شهادة الهندسة من جامعة دمشق، إلا أن ظروفه الصحية منعته من ممارسة مهنته ليعمل بالتجارة ويتزوج ويكون أبا لست أطفال، يعاني اثنان منهم من نفس الإعاقة التي يحملها أباهم، إلا أن فضل الإصرار على ممارستهما الحياة كما يستحقان والصمود أمام إعاقته وإعاقتهما.

أحب حرب المسرح، وقرر أن يكون له بصمته الخاصة في هذا المجال الإبداعي، فالتحق عضوا في مجموعة المعوقين المتحدين المسرحية في مركز الأمل بدمشق.

لجأ حرب إلى الأردن في مخيم الزعتري، إلا أن عوائق أخرى كثيرة وتحديات ظروف اللجوء جعلته أكثر قدرة على تحديد ما يريد لحياته أن تكون، وأن يفعل ما يحب وما عمل عليه دوما بدءا من المسرح، فقرر إنشاء فرقة مسرحية عرفت داخل المخيم بفرقة "سورية الغد"، يهدف من خلالها تسليط الضوء على حياة اللاجئين وتحدياتهم اليومية.

ويرى حرب في إنشاء هذه الفرقة عملا يساهم به في قضية بلده وأبنائها، في ظل ظرفه الصحي، وعوائق اللجوء.

يعمل محمد حرب في محل لبيع الخطوط وبطاقات التعبيئة لتأمين حاجات عائلته اليومية، إلا أنه يجد في تدريب أعضاء فرقته والتعاون فيما بينهم للخروج بعمل مسرحي، متعة كبيرة خلال الساعات التي لا يعمل فيها بالمحل.

"رغم أنف المعاناة" عنوان اختاره حرب لمسرحيته القادمة، يقول أنه جسد من خلالها أحلام السوريين الذين أرادوا حياة أفضل، وآمال اللاجئين بمستقبل واعد رغم صعوبة ما يعيشونه اليوم في بلدان اللجوء، حرب يريد أيضا أن يثبت للآخرين قدرته على العطاء والعمل مهما كانت الظروف.

كثيرون من الأشخاص ذوي الإعاقة، وخصوصا في مخيم الزعتري، طبعوا في ذاكرة اللجوء السوري إلى الأردن قصصا لا تنسى، جميعها يذكر العالم بأنهم يستحقون حياة أفضل.