سوق تجاري في مخيم الزعتري - صوت

سوق تجاري في مخيم الزعتري - صوت
الرابط المختصر

سامية صهيوني - سوريون بيننا

على حافتي الطريق المعبد الذي يشق مخيم الزعتري، تتعالى أصوات الباعة باختلاف أعمارهم، فمن بائع الخضار ،إلى بائع الحلويات، مروراً ببائع الوجبات السريعة، وأطفال لاجئون يعملون كباعة متجولين يتصيدون أرزاقهم بين زوار المخيم وببسمتهم المغمسة بألم اللجوء يطلبون منك الشراء.

“الجد أبا صهيب” لم يمنعه سنه الستين من الوقوف طوال النهار وراء عارض من الألمنيوم وضع عليه عدة صنع الفلافل، ليبيعه في المخيم بربح يكاد يكون زهيداً، ولكنه يغنيه وأحفاده عن انتظار مساعدات “لا تسمن ولا تغن من جوع” على حد وصفه.

أبو صهيب يتزود بالمواد الأساسية في عمله من التجار الأردنيين الذين يدخلون المخيم، لكنه يصر على إضفاء نكهة خاصة لفلافله ببهارات جلبها معه من سورية، حامداً الله على نعمة الكسب الذي يقيه ذل السؤال.

أما الحاجة ” ربيعة” نقلت مهارتها في إعداد الخبز السوري إلى المخيم، وحولت خيمتها بعد أن حصلت على كرفان إلى مخبز صغير، تصنع فيه الخبز لأولادها وأحفادها، وتبيعه حال توفر الزيادة، أو تؤجر مخبزها لمن يود صنع الخبز “بشتري الطحين من هون وبعجنو وبخبزو، والكل بيشتري من عندي لما بيخلص من عندهم الخبز”.

حاجة اللاجئين لبعض المواد التي لاتوفرها لهم المساعدات جعلتهم يجترحون الأساليب والحلول في ظل أيام لجوء تمر كالسنين.

فأبا مراد الذي يبيع في دكانه المواد التموينية استغل معرفته ببعض التجار الأردنيين ليشتري منهم لوازمه، يؤكد أن فكرة العمل في الزعتري جاءت بعد تزايد رغبات أطفاله الذين يطلبون ويشتهون ما لاتوفره لهم مساعدات.

سوق تجاري يوفر بعض المكاسب للاجئين وكذلك للتجار الأردنيين، فالمخيم بات مصدر رزق لهم أيضاً التاجر الأردني أبو خليل يصف حال السوق ” نجلب الخضرة من إربد والغور ونبيعها بالمخيم بأسعار مثل السوق في الخارج ووين في رزق بشتغل، مابتفرق عندي”.

دكاكين كثيرة تحولت مع مرور الوقت إلى سوق تجاري زينته أسماء محلات تعكس حنين أصحابها إلى الوطن الأم، فمن دكان حمص الأبية ، و فلافل درعا الصامدة ، إلى قهوة النصر القريب، يرتفع صوت ضجيج وازدحام مارة يكاد يعيد للاجئين بعضاً من روح الوطن.