"سوريون بيننا" يرصد "انتظار" اللاجئين على طابور المستقبل

"سوريون بيننا" يرصد "انتظار" اللاجئين على طابور المستقبل
الرابط المختصر

يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش" في الانتظارِ، يُصيبُني هوسٌ برصدِ الاحتمالاتِ الكثيرة".

تتسعُ دائرةُ التوقعاتِ لدى اللاجئين السوريين حولَ مستقبلِهم، يوماً بعد يوم، لتتناسبَ بصورةٍ طرديّة مع جميع ما يدورُ حولهم من أحداثٍ متنامية تؤثرُ بصورةٍ مباشرةٍ أو غيرِ مباشرة على حياتِهم وأحلامهم ومستقبلهم.

"سوريون بيننا" قرأ في انتظارِ لاجئين سوريين في الأردن، خوفَ بعضِهم من المجهولِ، في حين رضي بعضُهم بواقعهِ الجديد وقررَ أن يتعاملَ معهُ، في وقتٍ قرر فيهِ آخرون الهروبَ بعيداً عن كل هذا الألم، ليبدؤون حياتهم من جديد.

اللاجئ السّوري نسيم يرى مستقبلهُ في العودةِ إلى بلدهِ بعد حلِ الأزمةِ وتوقفِ الحربِ هناك، في حين لا يفكر كثيراً بالأطرافِ التي سيكون لها اليدُ في إنهاء الصراعِ القائمِ هناك.

ويرى اللاجئ أبو هُمام أن الأمن والاستقرار والحياة الكريمة هي المستقبلُ الذي يتمناه لنفسهِ ولعائلتهِ وسكان بلدتهِ، التي هاجر جميعُ سكانِها بسببِ عدمِ الاستقرار الأمني فيها.

واحتار اللاجئ حامد بين خيارِ انتظار أن يُفتح له باب للهجرة إلى الخارج أو انتظار أن تُحل الأزمةَ في سورية، فيما ينتظرُ أكرم خبراً من السفارة السويدية على الرغم من تشكيكهِ في صحةِ كل الوعود بالهجرة ليحزمَ أمتعتهُ ويذهبَ إلى هناك.

الطالب محمد الزّعبي يرى مستقبلهُ على مقاعدِ الدراسةِ التي حُرمَ من استكمالها في سوريا بإحدى الجامعات الأردنية.

وعلى الرغم من وجود الكثير من السوريين الذين اختاروا اللجوء بملئ إرادتهم مقتنعينَ بأسبابهم، إلا أن آخرين يعتبرون واقعهم مفروضٌ عليهم، حيث يتنظرُ اللاجئ أحمد أن يستكملَ والدهُ علاجهُ في الأردن بعد إصابتهِ في سورية، ليعودَ إلى هناك.

عميدُ معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي أكد خلال كلمتهِ في "مؤتمر اللاجئين السوريين في الأردن - سؤال الإعلام والمجتمع"، على أن “أزمةَ اللاجئين سواءً داخل سورية، أو في دول الجوارِ المستضيفة تتجهُ نحو أفقٍ مجهول، ومزيدٍ من التعقيد، بالتزامنِ مع تراجعِ وفاءِ المجتمعِ الدوليِّ بالتزاماتهِ تجاههُم وتجاهَ الدولِ المستضيفة".

وكانت المفوّضيّةُ الساميّة لشؤونِ اللاجئينَ السوريينَ في الأردن، قد سجلت زيادةً في أعدادِ السوريينَ العائدينَ بصورةٍ طوعيةٍ إلى سورية، خلال الأيام الماضية، تصلُ إلى ما يقارب الـ 250 لاجئا في اليومِ الواحد.