سوريات يحملن على أكتافهن حمل اللجوء

 سوريات يحملن على أكتافهن حمل اللجوء
الرابط المختصر

تقفُ المرأةُ السورية جنباً إلى جنب مع عائلتها ومُحيطها في مواجهةِ براثن الأزمةِ التي حلت على بلدها منذُ وقتٍ طويل، ولا يخفى على أحدٍ دور النساء اللاجئات في تحمّل أعباء وظروفِ قاسية، مثلها مثل الرجلِ في كافة بلدان اللجوء.

استمرارُ الأزمةِ في سورية، وبقاءُ اللاجئين تحت ظروفٍ صعبةٍ لوقتٍ طويلْ، دفع السّيداتَ والفتياتَ للبحثِ عن وسائلَ للكسبِ المادي في مُساهمةٍ من بعْضِهن في إعانةِ عائلاتِهن، وفي ظل ظروفٍ قسْريةٍ حيثُ لا معيلَ آخرَ لبعضِهن أيْضاً.
وتقفُ اللاجئاتُ أمام صُعوباتٍ كبيرة لدى اختيارهنَ العملَ، حيثُ يمْنعُ الأردنَ اللاجئين مِن العملِ دونَ تصريحِ صادرِ عن وزارةِ العمل، ويجدُ كثيْرونَ منهم صعوبةً في استخراجهِ.

اللاجئة أم أحمد اتّخذتْ من بيتها مكاناً للعملِ على ماكينةِ الخياطة، بعد أنْ بات زوجها مهدداً بــ "القذف" لعدمِ حصولهِ على تصريحِ عملٍ، مشيرةً أنَّ لديها طِفلان لا بد من التكفل بغذائِهما في ظلِ انقطاعِ المساعداتِ الغذائيةِ والمالية.
وتضيفُ أمُّ أحمد أن المرْدودَ المادي الّذي تتقاضهُ بالكادِ يكفيهم لتأمينِ احتياجاتِ أسرتها لكنّها مُضْطرةٌ للعملِ.

ضمنَ فريقِ غزالة التّطوّعي، تدربت اللاجئة السورية أمُّ يمام مع 15 فتاة على صِناعةِ صابونِ التجميلِ في المنزلِ باستخدامِ الزيوتِ الطّبيعيّة، كزيتِ الوردِ وزيتِ حبةِ البركة وغيرِها، وتقولُ أمُّ يمام أنَّ المردودَ المادي من بيعِ الصّابونِ الّذي تنتجهُ هي وزميلتُها، يختلفُ بحسبِ الطلبِ على الكمّية المطلوبة.

مديرةُ مكتب الدراساتِ في رابطةِ المرأةِ السوريةِ في الأُردن مسرّة سرّاس تحدثتُ لـ"سوريين بيننا" عمّا قدّمتهُ الرابطةُ لحوالي 200 سيدة، حيث قامت بتزويْدهنَ بمكناتِ صناعةِ "الكُبّة"، وبراداتِ تجميدٍ لحفظ الطّعام قبل بيعهِ، وأدواتِ صالون تجميل.
كما نوّهت سرّاس إلى وجودِ عقباتٍ في حصولِ النساءِ على تصريحِ عملٍ، مؤكدةً في الوقتِ نفسهِ على عزمِ الرّابِطةِ لإقامةِ دوراتٍ تدريبيةٍ في المهنِ اليدويّة كالصِّنارة ونسج الصوف.

وكشفَ تقريرٌ صادرٌ عن المفوّضيةُ السَّاميّة للأممِ المُتّحدة لشؤونِ اللاجئين، أنّ النّساءَ والفتيات يُشكّلنَ حوالي 50% من أي مجموعةٍ من اللاجئين أو النّازحين، وأن أكثر من 145,000 عائلة سورية لاجئة في مِصر، ولُبنانَ، والعراقَ والأردن يًعيلً رًبعهم النّساء، حيث أنّ كُل عائلةٍ من بين أربع عائلاتٍ ترأسُها سيّداتٌ يخضْنَ بمفردهِنَ كِفاحاً من أجلِ البقاء على قيدِ الحياة.

sora5 sora2 sora4