سوء التغذية يقف سدّا أمام مستقبل أفضل لأطفال اللاجئين

سوء التغذية يقف سدّا أمام مستقبل أفضل لأطفال اللاجئين
الرابط المختصر

يوما بعد يوم تتضاءل فرص اللاجئين السوريين في تحسين نوعية حياتهم في بلدان اللجوء، وخاصة بعد انقطاع المساعدات عنهم يوما بعد يوم، وخروجهم من قائمة أولويات المجتمع الدولي بصورة أكثر وضوحا.

ويعتبر سوء التغذية واحد من أهم المشكلات "التراكمية" التي تصاحب السوريين في رحلة لجوئهم، وخصوصا الأطفال منهم باعتبارهم الفئة الأكبر بين صفوف اللاجئين، حيث يبقى غذاءهم الكامل في حال وجد، رهنا للمساعدات المقدمة من المنظمات المعنية والمؤسسات الخيرية.

في الشهر العاشر من العام الماضي تم قطع القسائم الغذائية عن 12 ألف عائلة لاجئة في الأردن، بناء على معايير وضعها برنامج الغذاء العالمي لتحديد الحالات الأكثر حاجة للمساعدة من اللاجئين.

يقول اللاجئ علاء ابراهيم أنه اضطر إلى إدخال الطعام لغذاء ابنته البالغة عاما واحدا، حتى تشعر بالشبع، مؤكدا معرفته بضرورة اقتصار طعامها في هذا العمر على الحليب الذي أصبح شراؤه صعبا في ظل انقطاع المساعدات، يصف ابراهيم وضعه الحالي "بغير المحتمل".

أخصائية التغذية أرجيليا طوقان تؤكد لـ"سوريون بيننا" أن الطفل من عمر سنة حتى الثلاث سنوات يحتاج إلى 1300 سعره حرارية، و2،2 غرام بروتين لكل كيلو غرام واحد من وزنه، فيما يحتاج الأطفال من عمر 4-6 سنوات إلى 1700 سعرة حرارية، والأطفال ما بين 7-10 سنوات يحتاجون إلى 2400 سعره، موضحة أن هذه السعرات الحرارية موجودة في مكونات الغذاء الرئيسية ومنها الكالسوم والفيتامينات مثل فيتامين ب12 وفيتامين د وفيتامين س.

وتضيف أن نقص هذه الفيتامينات يسبب سوء تغذية، وتصل التكلفة الإجمالية اللازمة لحصول الطفل على تغذية أساسية وجيدة إلى 6 دنانير يوميا.

محمد عساف أب لسبعة أطفال، أربعة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان من بين الذين تم حرمانهم من القسائم الغذائية التي يعتمد عليها في إطعام أطفاله.

يقول عساف أن طفله البالغ من العمر 14 عاما، لديه شلل رباعي وصعوبة بالمضغ، أصيب بضعف عام نتيجة عدم قدرته على توفير التغذية اللازمة له، بعد انقطاع القسائم الغذائية عنم ، موضحا أن طعامه اقتصر على الخبز والشاي مما أدى إلى شحوبه وإصابته بنقص حاد في البروتينات.

عدنان ابراهيم لاجئ سوري انقطعت عنه القسائم الغذائية أيضا، يؤكد إصابة أبنائه الأربعة بسوء امتصاص وسوء تغذية، نتج عنهما قصر في النمو ونقص في الوزن.

ولم يكن الحال أفضل لدى سمير، حيث أصيب طفله بالانيميا نتيجة عدم توفر التغذية الجيدة والمكملات الغذائية والدوائية، مرجعا السبب إلى انقطاع القسائم وسوء الخدمة الصحة وعدم قدرته على العمل بدون تصريح.

الناطقة الاعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي جويل عيد توضح أن البرنامج بصدد مراجعة طلبات الاستئناف التي تقدم بها اللاجئين اللذين قطعت عنهم الكوبونات وعددهم خمسة آلاف، تم رفض 100 حالة، وهناك حالات أخرى وضعت جانبا ليتم دراستها.

وتؤكد عيد حرص البرنامج على التأكد من عدم حاجة العائلات التي تم قطع المساعدات عنها إلى تلك القسائم، لكنها تنوه إلى الوقت الذي يحتاجه القائمون على البرنامج في تحديد العائلات الأكثر حاجة للمساعدات، مشيرة إلى أنه وكلما طالت مدة أزمة اللجوء سيضر البرنامح لأخذ قرارات صعبة وتحديد مساعداته بصورة أكثر دقة، مضيفة أن مهمتهم تتمثل باستقطاب التمويل ومحاولة توصيل المساعدات للاجئين.

الناطق الإعلامي باسم منظمة اليونيسيف في الاردن سمير بدران ينفي ورود أي حالة من قبل برنامج الغذاء العالمي ممن انقطعت عنهم الكوبونات، أما فيما يخص اللاجئين خارج المخيمات، فيشير بدران إلى أنهم مسجلون في المفوضية السامية، وهم مدرجون في قائمة مساعدات المفوضية.

ويضيف بدران أن مساعدات اليونيسيف اقتصرت على المخيمات فقط، موضحا أن الحملة التي تم إطلاقها لمرة واحدة في الشتاء، تمثلت بزيادة مبلغ قدره 14 دينارا على البطاقات الغذائية لكل العائلات التي لديها أطفال بعمر 14 عاما فما دون، وكانت أيضا داخل المخيمات.

العقل السليم في الجسم السليم، ولا يبدو الأمر على هذه الصورة بالنسبة للأطفال اللاجئين، في وقت تضيع فيه جهود المهتمين بتعليمهم وتطويرهم سدى، بسبب تفاقم مشكلات غذائية تحد من نموهم السليم، وتؤثر على كافة مناحي حياتهم.