قرر الزوجان السوريان والمخرجان أنس خلف ورنا كزكز، مغادرة سورية إلى الأردن، لاستحالة متابعة عملهما في ظل احتدام الحرب في بلادهم، ولاستحالة إنجاز فكرة الفيلم الذي يودان العمل على إنتاجه.
"البحث عن المترجم"، عنوان الفيلم الذي يهدف لتوثيق جانب من الأحداث التي دارت منذ بداية عام 2011 في سورية، عن طريق حوار الممثلين شخصيا، إما برواياتهم عن ذكرياتهم، أو حواراتهم العفوية التي دارت بينهم خلال الفيلم.
ويوضح خلف بأن الفيلم يندرج ضمن الأفلام الوثائقية، والذي لم يضعا له سيناريو خاص، حيث طلب من الممثلين تخيل مشهد عايشوه أثناء تواجدهم في سورية وتمثيله أمامهما، ثم رواية أحداث معينة شعروا أمامها بخوف أو شجاعة كبيرين.
أما عن الرسالة التي أراد الزوجان إيصالها إلى الجمهور، فتتمثل، بحسب كزكز، بالطبيعة الإنسانية التي جعلت الجمهور يبكي ويضحك في آن معا خلال دقائق عرض الفيلم الثلاثين، والذي أشعرها بالسعادة لوصول هذه الرسالة.
فيما يؤكد خلف على أهمية اجتماع سوريين مختلفين، عايشوا الأحداث الدائرة في بلادهم، ليتحاوروا مع بعضهم، وهو ما يعتقد أن الفيلم قد حققه.
وحول الممثلين المشاركين بالفيلم، فيشير المخرجان إلى أنهم لا يملكون أي خبرة مسبقة في مجال التمثيل، حيث تم اختيار 12 شخصا، تميزوا بالاختلاف بردود الأفعال، وبالإجابة عن سؤال حول الشجاعة والخوف.
ومن المقرر أن يجري المخرجان جولة للمشاركة بالفيلم في مختلف المهرجانات العالمية، في نيويورك وبرلين وسان سيباستيان في إسبانيا وإيطاليا، بعد المشاركة بمهرجان "الكرامة" في الأردن، "لعله يوصل صوت اللاجئين السوريين إلى العالم"، كما يأمل المخرجان.
بعد عرض الفيلم خلال مهرجان "كرامة"، كان لـ"سوريون بيننا" لقاء مع فراس العوف أحد ممثلي الفيلم ، والذي عبر عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل، مضيفاً أنه من الجميل أن يستطيع الإنسان إيصال معاناة السوريين إلى العالم، سواء في الداخل السوري أو في بلدان اللجوء.
ويرى العوف أن أجمل ما في هذا العمل هو عدم وجود سيناريو مسبق له، "فالجميع كان يتصرف على سجيته الخالصة، معبرا عما في داخلة بشكل حقيقي، حيث لم يشعر أثناء العمل بأنه كان يمثل بقدر ما كان يعبر عن مشاعره الخاصة.
الشاب عبد الله ذو الـ 15 عاما، أصيب ببتر في ساقة في سورية، يعبر عن سعادته بالمشاركة بالفيلم، وبتفاعل الجمهور الحار والمفاجئ مع العرض.
ويعتزم عبد الله الاستمرار في التمثيل، فهي تمثل فرصة له قد تغير مجرى حياته، إضافة إلى إمكانية إيصال رسائل الى العالم عما يجول في نفسه من خلاله.
في هذا العرض، تحول اللاجئون السوريون الى ممثلين، حاولوا من خلاله إيصال رسالة عن مرحلة مرت بها في بلادهم كانت سلمية، عبر جميعهم عن اشتياقهم لها بعفوية ودون رتوش متكلفة.