رفع الدعم الصحي عن اللاجئين... خطر يهدد سلامتهم
شكل قرار وزارة الصحة الأردنية القاضي بمعاملة اللاجئين السوريين في كافة مواقعها من مستشفيات ومراكز صحية خارج مخيمات اللجوء، معاملة الأردني غير المؤمن، معضلة كبيرة للاجئين السوريين، حيث وضع القرار الحالة الصحية العامة للاجئين على المحك، بسبب عدم قدرتهم على تغطية تكاليف العلاج للأمراض البسيطة التي تصيب الغالبية، بأقل تقدير، والعمليات الجراحية باهظة الثمن للجرحى والمصابين القادمين من سورية.
اللاجىء السوري كريم السالم يعاني من أمراض عصبية ومشاكل نفسية، ويحتاج لمهدئات وأدوية للأعصاب، ومراجعة دورية عند طبيب امختص، يؤكد السالم أنه ذهب إلى المستشفى ليصرف أدويته لكنه تفاجىء بتوقف الدعم الصحي، ليقوم بعدها وبصورة مستمرة بالذهاب إلى الصيدليات لتشخيص الصيدلاني لحالته وإعطائه دواء مناسبا، بالإضافة إلى استخدامه الأعشاب والطب البديل في حال لم يتوفر لديه ثمن الدواء.
فيما قرر اللاجئ هيثم الراضي عدم الذهاب إلى المستشفى الذي كان يتلقى فيه علاجه، بسبب ارتفاع تكلفته وتكلفة التحاليل الدورية التي لا بد أن يقوم بها، مما اضطره إلى وقف علاجه.
وتحتاج اللاجئة رانيا مسعود للقيام بتحاليل شهرية لفحص الدم بصورة مستمرة وضرورية، بالإضافة إلى استخدامها لعلاج بخاخ للربو، وبعد توقفها عن تلقي العلاج والمراجعات بسبب رفع الدعم الصحي عنها، قررت اللجوء لمساعدة منظمة الكاريتاس التي قامت بتحويلها لطبيب مختص خارج المستشفى، يتقاضى مقابل كل مراجعة تقوم بها رانيا مبلغ 35 دينارا، وتوضح مسعود أنها اضطرت إلى الذهاب لطبيب آخر سوري يتقاضى 5 دنانير في "الكشفية" الواحدة، كما اضطرت للذهاب إلى مستشفى عاقلة لعمل تحاليل التميع وضغط الدم مرة في الشهر الواحد، لانخفاض تكلفة التحاليل التي تصل إلى 4 دنانير.
وبلغت التكلفة العلاجية للاجئين السورين لعام 2014 وحتى الشهر الجاري 253 مليون دولار، فيما وصل عدد السوريين المراجعين في المستشفيات العامة في الأردن خلال شهر آذار فقط إلى 10330 مراجعا، وفقا لوزارة الصحة وإدارة شؤون اللاجئين السوريين في الأردن.
مدير التأمين الصحي في وزارة الصحة خالد أبو هديب أكد أن الدولة تتحمل قسما من الرعاية الصحية للمواطن الأردني غير المؤمن، وعليه فإنه من الممكن اعتبار أن القرار الأخير القاضي برفع الدعم لا يزال "يقدم خدمة للاجئين السوريين" .
ويؤكد الناطق الإعلامي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين علي البيبي أن المفوضية تعمل ما بوسعها لحث المجتمع الدولي للمضي بتقديم المساعدة الصحية للاجئين، موضحا أن الجهود مبذولة لتذكير المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه دعم الأردن في تحدياته الكبيرة لدى استقباله اللاجئين.
تقدم بعض الجهات والمؤسسات خدمات صحية ودعما نفسيا بالمجان للاجئين السوريين، ومنها منظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الكريتاس، ومنظمة الهاندي كاب، بالإضافة إلى دورالاستشفاء في العاصمة عمان ومدينة إربد، لكن هذه الخدمات تظل محدودة في ظل عدم قدرتهم على تغطية نفقات العمليات الجراحية وجلب الأطباء.
مدير منظمة العون الصحي يعرب العجلوني تحدث لـ"سورين بيننا" عن مشاريع المنظمة بعد توقف الدعم الصحي عن اللاجئين السورين، مشيرا إلى أن المنظمة قدمت خدمات صحية إلى 400ألف لاجىء سوري خلال العام الماضي، منوها إلى أنها وبعد توقف الدعم ستقدم خدمات صحية للاجئين الأشد حاجة، بعد دراسة أوضاعهم بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك في ستة مواقع في شمال المملكة، بالإضافة إلى تسيير فريق طبي يتنقل في جنوب المملكة، حيث يقوم بعمل جولات ميدانية كل يوم في محافظة خلال الأسبوع الواحد.
ويوضح العجلوني أن هذه الخدمات الصحية تشمل الأمراض المزمنة وعلاج الأطفال والأم الحامل، بالإضافة إلى تغطية رسوم العلاج في مستشفيات الدولة بموجب الاتفاق بين العون ووزارة الصحة الأردنية.
صرخات دولية يملؤها التحذير من خطر محدق قد يحل على سلامة وصحة اللاجئين السوريين في الأردن، بعد عدم تلقي الكثير منهم للعلاج، مما سيفتح بابا أمام عدم القدرة على التحكم بالأمراض المعدية التي قد تنتشر بسبب الإهمال الصحي لهم.
إستمع الآن