رسومات في أرجاء "الزعتري" تسطّر حكايات اللاجئين
يحاول اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بشتى الطرق، رسومات يخطونها على كرفاناتهم في المخيم، تعكس ذاكرة مليئة بالحكايات المؤلمة والمشاعر التي تؤرقهم وما زالت كذلك منذ بدء الحرب في سورية، إلا أن كثيرا منها تحمل بين طياتها لونا لفرح قادم وأمل في غد أجمل.
اللاجئ السوري كريم الحاج علي زين الكرفان الذي يقطن فيه بالأشعار التي تتغنى بمسقط رأسه أنخل، حيث جسد المعارك الدائرة في منطقته برسم الخيل وغبارها ورسم المرأة السورية وهي تقف إلى جانب الرجل في مواجهة أعباء الحياة.
بألوان زاهية يلون اللاجىء محمد العاصمي رسوماته، حيث يقوم برسم الزهور ويصور الطبيعة على خزانات المياه وعلى الكرفانات لتغيير شكل البيئة حوله، ويقول أنه يجد في رسم الطبيعة واستخدام الألوان ما يغير بيئة المخيم الصحراوية، موضحا أنها تريح الأطفال وتعطي عائلته الراحة النفسية.
بينما يرسم اللاجئ رائد القادر خريطة بلده باللون الأخضر ويخط أشعار العودة، هو يرى في هذه الرسوم ما يؤنسه في رحلة اللجوء، وما يعبر عن آلام وآمال الشعب السوري.
الرسام السوري قيصر الحريري برع في رسم اللوحات الزيتية والتشكيلية، درس الحريري الرسم والخط العربي في كلية الفنون في جامعة دمشق، وبعد تخرجه لجأ إلى الأردن ليقطن في مخيم الزعتري، هو اليوم يقوم بتدريس مادة الرسم لأطفال اللاجئين في المخيم.
اللوحات في رأي الحريري هي من تعبر وتتكلم عما يجول في عقول اللاجئين، وتجسد أحاسيسهم، لذلك قام بتنظيم عدة معارض ورسم عدة لوحات تتكلم عن قصص وواقع اللاجئين وما يواجهونه من مخاوف الحرب وأعباء اللجوء.
ونظمت الفرق التطوعية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية معارض فنية تعرض رسومات اللاجئين في مخيم الزعتري وخارجه، وتراوحت أسعار اللوحات بين 40 إلى 600 دولار، بالاعتماد على حجمها وشكلها، بحيث يتم رصد المبالغ التي تباع بها اللوحات لمساعدة الأطفال واللاجئين.
أستاذ علم النفس الدكتور محمد حباشنة أكد لـ"سوريين بيننا" أهمية الرسم في التعبير عن التأثيرات النفسية التي يمر بها اللاجئون، والتي يمكن قراءتها بناء على الرسم وبناء على النموذج والحالة الوجدانية التي تحيط بهم، موضحا أن الشخص الذي شهد الحرب والغارات والدماء لن يعبر بطريقة ودية، وسيرسم الحوادث التي مر بها وسيخرج أحاسسيسه باستخدام أدواته التي يبرع من خلالها ومنها الرسم.
وراء كل رسم أو صورة أو كلمات حكاية في مخيم الزعتري، فبين رسومات السلاح والخيل والأشعارالتي تتغنى بمدن وبلدات سورية، يعيش اللاجئون السوريون في لوحة من الأمل بالعودة لأرضهم ووطنهم.