رحلة الهروب من الموت.. تحفر ألمها في ذاكرة اللاجئين
يروي اللاجئون السوريون قصصا مؤلمة لا تخلو من المغامرة و المخاطر للوصول إلى بر الأمان، و يتذكرون معاناتهم خلال رحلة الهروب من الموت، في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي عاشوها خلال مرحلة الفرار من وطنهم.
أم محمد لاجئة سورية ثلاثينية، بدأت قصتها بمغادرة مدينتها داريا بريف دمشق، خوفا على أبنائها من القصف والاعتقال، حيث توجهت إلى مدينة درعا لتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر.
تصف أم محمد رحلتها إلى الأردن عبر منطقة رويشد بأنها كانت "شاقة و صعبة"، حيث استمرت يومين تخللهما مشي على الأقدام لساعات طويلة في صحراء وعرة وحرارة مرتفعة، دون ماء وطعام، مشيرة إلى وفاة شخصين بسبب الحرارة المرتفعة قبل أن يحط بها الرحال مع عائلتها على الحد الفاصل بين سوريا و الأردن.
و أضافت أن طيران النظام السوري استهدفهم قبل وصولهم إلى الحد الفاصل، مما أدى إلى حدوث أضرار مادية في السيارة التي كانت تنقلهم.
ولكن معاناتهم لم تنتهي هنا، تؤكد أم محمد أنه لدى وصولهم وجدوا 200 شخص أغلبهم من الأطفال و النساء في حالة ترثى لها بانتظار الموت أو الفرج، لتمكث هناك 15 يوما دون خيمة تقي أطفالها من ارتفاع الحرارة نهارا، والبرودة في الليل، لتنتهي رحلة هروبهم الطويلة لدى دخولهم المملكة.
معاناة رسمت ملامحها و لا ملامح بعد رسمت لنهايتها ليكون دخولها الى المملكة بداية فصل جديد عنوانه "اللجوء" الذي لن ينتهي الا بعودتها لسوريا، مؤكدة ان بيتها لم يغب عن بالها لحظة واحدة
ذكريات الحرب و اللجوء لن ينساها السوريون ما بقيوا، ويبقى الفصل الثالث الذي يحمل عنوان "العودة" هاجسا يدق في أرواحهم أينما حلوأ، فكما قطعوا هذه الصحراء فارين بحياتهم وعائلاتهم وذكرياتهم، سيمرون منها بملئ إرادتهم، حين يعودون ذات يوم.
إستمع الآن