ذوو الاحتياجات في "الزعتري"... بين نقص الخدمات والدخلاء على المهنة

ذوو الاحتياجات في "الزعتري"... بين نقص الخدمات والدخلاء على المهنة
الرابط المختصر

أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصلوا إلى مخيم الزعتري هربا من الحرب في بلادهم، على أمل أن يحمل لهم بلد اللجوء حلولا تساهم في إعادة تأهيلهم وتسهل قدرتهم على عيش حياتهم بصورة طبيعية قدر الإمكان. عمر لاجئ سوري يقطن في مخيم الزعتري، أصيب بجلطة دموية منذ عام، أدت إلى شلل في النصف الأيسر من الجسم لديه، وتوقفت رجله ويده عن العمل نهائيا، لجأ بعد تعافيه من الجلطة الدموية إلى العلاج الفيزيائي، ليتم تأهيله بشكل جزئي. ويضيف عمر أنه يزور المشفى السوري كل يوم أحد، ليمارس تمارين خاصة على يد أحد المختصين في إعادة التأهيل، وهو سعيد الآن بأنه يستطيع تحريك رجله ويده واستغنى نهائيا عن مساعدة الآخرين لقضاء حاجاته اليومية. أسباب الإعاقة كثيرة، فالطفلة وفاء ذات الـسبعة أعوام، أصيبت بتمدد لعصب الكتف يوم ولادتها بسبب خطأ في عملية الولادة، ففقدت القدرة على تحريك يدها اليسرى بشكل كامل، وكان الحل الوحيد لحالها هو إعادة التأهيل. يزور وفاء اليوم ممرض اختص بإعادة التأهيل، ليقوم بمساعدتها في ممارسة تمارين خاصة تعيد الحركة ليدها، بعد التدليك وعمليات التحمية، ويستخدم في بعض الأحيان جهازا خاصا يرسل نبضات كهربائية للعضلات لتنشيطها. من جانبه يؤكد والد وفاء أن لا حل أمامه إلا العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل، الذي بدأ به من اليوم الثاني لوادتها في سورية، إلا أنه يشتكي من قلة الاهتمام بمثل هذه الحالات في مخيم الزعتري، وقلة المراكز المختصة لهذا الغرض وضعف إمكاناتها. ويضيف والد الطفلة وفاء أنه مضطر للجوء إلى المتطوعين الذين يمارسون إعادة التأهيل بغض النظر عن عدم وجود شهادات لديهم في هذا المجال، أو امتلاكهم تراخيص للعمل في مجال العلاج الفيزيائي، فهو لا يريد إضاعة التحسن الملحوظ في حالة ابنته التي تستطيع الآن تحريك يدها بشكل جيد. بعد جلسة التمارين التي خضعت لها وفاء، كان لنا لقاء مع الشاب فؤاد الذي يمارس إعادة التأهيل بالمجان، والذي وضح لـ"سوريون بيننا"، أن الحاجة لمثل هكذا مختصين في مخيم الزعتري كبيرة، وخاصة في ظروف الحرب الدائرة في سوريا. وأضاف فؤاد أنه خضع لدورات تدريبية في العلاج الفيزيائي، ويعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مستمر، رغبة منه في تقديم المساعدة لهم ليستعيدوا القدرة على الحركة وليس بهدف كسب المال. وشرح فؤاد أن الجهاز الذي يستخدمه، يرسل نبضات كهربائية تقوم بتحفيز العضلات، وتعيد النشاط للأعصاب التي لا تمر فيها الأوامر العصبية المرسلة من الدماغ بشكل صحيح، بهدف تدريب الأعصاب على استقبال الأوامر الحركية. إلا أن الناطق الإعلامي في وزارة الصحة حاتم الإزرعي، يؤكد على ضرورة وجود تصريح عمل وشهادة خاصة لممارسة هذه المهنة بالتحديد، ولا يمكن ممارستها إلا في مراكز مختصة مجهزة بالمعدات اللازمة. ويضيف الإزرعي أن النظام الذي يحكم مزاولة المهنة في الأردن لا يسمح للممرض بالقيام في مقام طبيب التأهيل، ولا يسمح بممارسة مهنة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في المنازل أو الكرفانات. العودة إلى الحياة الطبيعية حلم لدى جميع ذوي الاحتياجات الخاصة، يدفع بهم أو بذويهم إلى البحث عن مساعدة، قد تفتح لهم نافذة من أمل.