نظرة نمطية لصالة السينما لدى شريحة واسعة من الناس، باعتبارها مكانا للترفيه والمتعة، إلا أن سينما الواقع تفرض نفسها في كثير من الأحيان على المنتج الفني والثقافي في المجتمع، وعلى الأخص بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال المتطورة.
المخرج السوري هاني موعد، قرر أن يضع المشاهد أمام المشهد الدرامي المتمثل باللجوء السوري، الذي يشير إلى حضوره الواسع على الساحة الإعلامية الحالية.
يحاول موعد إبراز معاناة اللاجئين الفلسطينين السوريين في حضن المأساة السورية، مركزا على ثالوث اللجوء الذي أصابهم منذ نزوحهم عن فلسطين حتى اليوم.
ويضيف بأن مأساة اللجوء السوري لم تأخذ حقها على شاشة الفن السابع بعد، وتحتاج للكثير من العمل، لإيصال حجم المأساة التي يعيشها اللاجئ السوري في أصقاع الأرض.
"السينما اللاجئة"، مشروع تم إطلاقة خلال فعاليات مهرجان كرامة لحقوق الإنسان عام 2014، بهدف تسليط الضوء على قضية اللجوء التي تشغل العالم هذه الأيام، وفقا لمديرة المشروع سوسن دروزة.
وتشير دروزة إلى أن قضية اللجوء هي الأكثر حضوراً حاليا على الساحة المحلية والدولية، وتجتاز تداعياته الجغرافيا لتصبح قضية ذات تأثير عالمي.
وتوضح بأن ثلاثة أفلام قدمها سوريون من بين 23 فيلما شاركت في المشروع، والذي جاب مراكز تجمع اللاجئين، كالهاشمي الشمالي ومخيم الزعتري، لافتة إلى نقاشات اللاجئين بعد العروض بين راغب بمشاهدة أفلام تعرض قضاياهم وتروي همومهم، ومفضل للأفلام التي تعرض لأسباب اللجوء السياسية.
الفنان السوري نوار بلبل، يرى أن الجميع اليوم يصنعون السينما، ولا غضاضة بهذا الكم الهائل المطروح على المشاهد في كل مكان، إن كان عبر الشبكة العنكبوتية، أو في صالات العرض المحترفة.
ويضيف بلبل أن القضية تستحق هذا الكم من الأعمال، فيما يحكم المشاهد بمرور الزمن، على الجميع، حيث يتم الفرز التلقائي لتبقى الأعمال الجيدة، بينما ستندثر الأعمال الأخرى ويطويها الزمن.
فرضت التغريبة السورية نفسها على العالم، وها هي اليوم تتسلل إلى الشاشة الكبيرة، لتمنح صناع الفن السابع مادة ثرية للعمل، فيما تشير الأحداث إلى أنها ستبقى طويلاً في صالات العرض.