تكاليف الولادة.. معاناة أمام جيل جديد من اللاجئين السوريين

الرابط المختصر

سوريون بيننا - مراد المصري

يعاني اللاجئون السوريون القاطنون خارج المخيمات في الأردن، من إرتفاع  تكاليف الولادة، خاصة بعد قرار وزارة الصحة الأردنية برفع التأمين الصحي عن معظم اللاجئين نهاية العام 2014، حيث أصبحوا يعاملون معاملة الأردنيين غير المؤمنين صحيا.

أمجد وهو لاجئ سوري، يأسف لعدم اكتمال فرحته بمولودته، نظرا لتكاليف الولادة التي أثقلت كاهله، ولم تغطها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فقد تجاوز المبلغ الذي دفعه في إحدى المستشفيات الخاصة الـ 250 ديناراً .

أما اللاجئ السوري محمد الرفاعي، فيؤكد أن أكثر ما يؤرقه هذه الأيام هو كيفية تغطيته لتكاليف ولادة زوجته لمولودهم الأول، في ظل حرمانه من أية مساعدات تقدم من المفوضية أو غيرها من المنظمات المحلية المعنية بمساعدة السوريين في الأردن .

من جانبه يؤكد مسؤول الإتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، بأن المفوضية تقدم الخدمات الصحية للاجئين السورييين المسجلين في المفوضية، ولكن ضمن الموارد المتاحة التي لا تكفي لتزويد الخدمات الصحية لكافة السوريين في المملكة، والذين تجاوز عددهم المليون وثلاثمئة ألف سوري.

ويوضح الحوراني بأن المفوضية تقوم بتغطية الحالات وفقاً لتقييم هذه الحالات، بنسب متفاوتة تتراوح ما بين التغطية الكاملة أو الجزئية، أو عدم التغطية نهائياً.

مدير جمعية العون الصحي الدكتور يعرب العجلوني، يشير إلى أن تكاليف العلاج بما فيها الولادة، هي مغطاة للحالات الطارئة من الولادات الطبيعية والولادات القيصرية، وأية حالة يكون فيها خطر على حياة الأم أو الوليد.

ويضيف العجلوني بأن المؤسسة لا تستطيع تغطية كافة الحالات، وذلك بسبب قلة الموارد وكثرة الاحتياجات، مؤكدا أنها تقوم بتقييم الحالات التي تراجع عياداتها، وتقوم بتغطيتها إما كلياً أو جزئيا، وفقا للموارد المتاحة .

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كانت قد أوضحت بأن حالات الولادة التي تغطيها هي للعوائل المنتفعة والتي تندرج في فئة الأشد حاجة وذلك وفق إجراءات جديدة، تتمثل بإشعار جمعية العون الصحي قبل الولادة خلال فترة الحمل، خلافا لما كان قبل تاريخ الأول من شباط الماضي، بضرورة الإشعار في غضون 48 ساعة من واقعة الولادة وذلك  لتغطية التكاليف التي تتطلبها المستشفيات الحكومية .

هذا وتقوم بعض المؤسسات غير الحكومية في الأردن بمحاولة مساعدة بعض اللاجئين، وذلك بدفع تكاليف الولادة جزئيا أو كليا بدعم من المتبرعين الشخصيين.

أما في مخيمات اللجوء في الأردن، فإن المفوضية تقدم الخدمات الصحية كاملة بما فيها الولادات للاجئين، فقد تجاوز عدد الأطفال المولودين في مخيم الزعتري وحده أكثر من 5000 حالة ولادة منذ افتتاح المخيم عام 2012 .

عدد كبير من اللاجئين السورييين تقطعت بهم سبل الحياة، فمن صعوبة العمل وشح المساعدات، إلى غياب الدعم الصحي والغذائي، فهل كتب على السوريين أن تستمر معاناتهم في أصقاع الأرض ؟ أم ثمة بريق أمل قد يلوح مع إقبال مواليد جيل جديد؟!.