تسول اللاجئين ظاهرة تشي بتقصير الجمعيات في المفرق
سوريون بيننا - خالد عواد الأحمد
" الله يرزقك ... حسنة لوجه الله ... الله يخليك ... مقطوعة والله " هي بعض العبارات التي كانت ترددها المتسولة السورية " أم حسن " أمام سور أحد مساجد المفرق ، قالت أنها من مدينة درعا وأنها فرت من جحيم الحرب الدائرة هناك تؤكد أن سبب تسولها أن الجمعيات لا تقدم لها المساعدة لأنها وحيدة " عم أشحد لأني بلا معيل عندي دزينة ولاد وما حدا عم يعطيني شي من الجمعيات شو بدي ساوي "
التسول ظاهرة سلبية بدأت تطفو على السطح بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين في محافظة المفرق ، غير أنها تلاحظ بشدة من فئة الغجر الذين احترفوا هذه " المهنة" في المدن السورية أصلاً منذ سنوات طويلة ونقلوها إلى الأردن وركبوا موجة الحاجة وعسر الحال.
" أم نمر" لاجئة غجرية جلست مع ابنتها التي تعاني من المرض المنغولي بقرب الجامع الكبير في المفرق تقول لو عندي مال لما اخترت هذا العمل تقول " يعني كويس انو الناس بتطلع علي وعلى بنتي على الرايحة والجاية " وتضيف بحسرة : " والله أكثر الأحيان بحط اللي بطالعوا كلو على اجرة البيت وعلى تسديد الديون وبنام بلا عشا "
الأطفال ضحايا التسول
لا تملك وزارة التنمية الاجتماعية احصائيات عن اعداد الذين تم ضبطهم من المتسولين السوريين لأن كوادرها التي تقوم بحملات مكافحة التسول لا تسأل المتسولين عن جنسياتهم لمعرفة أعداد السوريين المضبوطين بجرم التسول من سواهم.
غير أن أغلب الذين تم ضبطهم من هؤلاء هم من النساء والأطفال بحسب الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية الدكتورفواز الرطروط والذي يؤكد أن التسول يمارس من قبل فئتين البالغون الذين أعمارهم فوق الـ 18 سنة والفئة الثانية هم من دون الـ 18 سنة.
وفيما يخص الفئة الثانية الأطفال يعتبر ضحايا التسول أو ممارسيه من الأطفال هم ضحايا محتاجين للحماية والرعاية وغالبية المضبوطين المتسولين – كما يقول د . الرطروط – من البالغين وعلى وجه التحديد الاناث .
حفظ ماء الوجه
الشيخ هيثم أحمد المنصور يرى أنه يجوز للإنسان أن يأخذ من المال بقدر حاجته ولكن مازاد عن حاجته فهو " سحت " يأثم صاحبه كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ، "كما أن الأخوة السوريين الموجودين في الاردن يوجد من الجمعيات الخيرية ما تكفلهم جميعاً فلا يحتاجون الى التسول لأنهم مكفولون من هذه الجمعيات كذلك من كانت له حرفة يستطيع ان يعمل بها فيستغني عن اموال الناس ويحفظ ماء وجهه" .
من التعبيرات الطريفة التي يتداولها الناس حول المتسولين قولهم إن إبليس عمل في كل مهنة يوماً واحداً إلا في " كار " التسول عمل ثلاثة أيام لأنه استسهل هذا العمل وطمع في مردوده دون مقابل .
إستمع الآن