تجربتي اللجوء الأردنية والتركية في عيون اللاجئين السوريين

تجربتي اللجوء الأردنية والتركية في عيون اللاجئين السوريين
الرابط المختصر

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نجاح التجربة التركية مقابل تجارب الدول الأخرى المضيفة للاجئين السوريين، الأردن مثلاً صرّح مراراً عن حاجته لدعم دولي أكبر  بعيد ازدياد تدفق اللاجئين عبر الحدود الأردنية السورية، و إضافة إلى الفارق الاقتصادي بين تركيا والأردن كسبب رئيسي في حجم الدعم للاجئين، إلا أن أسباباً اجتماعية في المقابل دعت الكثيرين من الجنوب السوري إلى التوجّه للأردن.

خليل مواطن تركي، أشار لـ"سوريون بيننا" أنه يعتقد بأهمية دور الحكومة التركية بدعم قضايا اللاجئين السوريين ومعاملة اللاجئ على أنه مواطن له حقوق و واجبات، دون المساس بخصوصية المواطن التركي في الوقت ذاته.

هذا الاعتقاد جاء بعيد تصريحات الحكومة التركية على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو وتفعيله لخطاب إيجابي للمجتمع التركي حول ضرورة التشاركية قدر الإمكان بين الطرفين إلى حين حلّ الأزمة السورية.

عبد الله لاجئ سوري في عمّان، قال إن التجربة التركية نجحت اقتصادياً في تأمين واقع معيشي أفضل للاجئين، إلا أن العادات والتقاليد في الأردن هي الأقرب إلى السوريين من تركيا، ما دفع الكثير من السوريين إلى السفر من الشمال السوري إلى الأردن عبر اسطنبول.

في حين وجد يوسف وهو لاجئ سوري في مدينة الريحانية التركية، في تركيا ملاذاً أفضل له من ناحية فرص العمل، حيث لم تمنع الحكومة التركية اللاجئين من العمل وإن حدّدت الفرص، وأضاف إن تركيا هي مكان اللجوء الأقرب إلى شمال سوريا، وإن غالبية اللاجئين إلى الأردن كانوا من جنوب و وسط سوريا.

أما بلال عبدو لاجئ في عمّان أيضاً قال إن اللجوء واحد سواء كان في تركيا أو في الأردن، إلا أن عمّان بطبيعة الحياة فيها تبدو أقرب إلى معيشة اللاجئين، وعدا عن أيّة صعوبات يمكن ان تواجه اللاجئ في فترة اغترابه فإن بلال لم يفكر في السفر  إلى تركيا على الرغم من كثرة الحديث عن الوضع المادي الأفضل للاجئ هناك.

المحلل السياسي عامر السبايلة نوّه لـ " سوريون بيننا " إلى أنّ المقارنة بين تجربة البلدين تكون أكثر واقعيّة بعد تبيان تبعات اللجوء السوري، فتركيا عملت منذ بداية حركات النزوح إلى أراضيها على تحديد مناطق لسكن اللاجئين وأعدادهم.

أما عن التجربة الأردنية فعلّل السبايلة بعض التقصير تجاه اللاجئين السوريين في الأردن، بقصور دعم المجتمع الدولي، واصفاً ذلك بتغير الأولويات لدى الدول الأخرى في ظل ضبابيّة المشهد السياسي القادم.

الكاتب الصحفي منار الرشواني أكّد لـ " سوريون بيننا " أن ما قدّمه الأردن في بدايات اللجوء السوري كان واضح وبشكل رسميّ من الحكومة  الأردنية، لكن ومع توقعات بطول المدة الزمنية للأزمة السورية، توجّه الأردن إلى الحدّ من دعم اللاجئين بشكل لا يؤثر على البينة الأردنية.

تجارب كثيرة وضعت على المحكّ منذ بداية اللجوء السوري، لتبقى أجندة الدول مفتوحة فيما إذا طالت أزمة سوريا وتدفق المزيد من اللاجئين السوريين.

أضف تعليقك