بين البقاء والعودة الطوعية... لاجئون يختارون الطريق الأصعب

بين البقاء والعودة الطوعية... لاجئون يختارون الطريق الأصعب
الرابط المختصر

اختار عدد كبير من اللاجئين السوريين العودة إلى سورية بصورة طوعية، حيث شهد الأردن خلال الآونة الأخيرة خروج عدد كبير منهم ممن يفضلون البقاء في بلادهم رغم تأزم الأوضاع الأمنية فيها، على البقاء في مخيمات اللجوء.
مريم الأبازيد أم لأربعة أطفال تصف لـ"سوريون بيننا" الأوضاع المتردية في المخيم، وتؤكد أنها لا تجد طعاما لأطفالها، ولم تستطع مريم في إحدى المرات الخروج من المخيم لمعالجة الاطفال من تسمم أصابهم جراء شربهم لماء ملوث في المخيم، حيث تمنع الإدارة هناك خروجها لأي سبب كان، مشيرة إلى أن خيار العودة إلى سورية رغم صعوبته تحت الحرب والقذائف أهون عليها من البقاء فيه.
فيما لجأ رامي الكيال الأردن برفقة عائلته ليقطن في مخيم الأزرق، وبعد مرور عام واحد هناك، فضل الرصاص في بلده على ما أسماه "موتا بطيئا" في المخيم، في ظل تخلي المنظمات الداعمة عن تقديم المساعدات للاجئين هناك.
وسجلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين زيادة في أعداد السوريين العائدين إلى سورية، خلال العشرة أيام الأخيرة، ليصل إلى ما يقارب الـ 250 لاجئ بصورة يومية.
يقدم اللاجئ لدى اتخاذه قرارا بالعودة إلى بلده ما يسمى "طلب العودة"، وهو تعهد خطي موقع من صاحب العلاقة بأنه يريد العودة لوطنه طوعا، من دون إكراه، وبلغت أعداد طلبات العودة الطوعية المقدمة لمركز العودة في مخيم الزعتري 3700 طلب، فيما يزال هناك 1200 قيد الانتظار على رفوف مكاتب الإعادة.
فريق سوريون بيننا التقى بعدد من طالبي العودة في المفرق، ووصفت اللاجئة السورية لين البرماوي لحظة تجمع الراغبين بالعودة أمام الباصات القليلة، موضحة وجود أعمال شغب في نقاط الإعادة نتيجة توافد أعداد كبيرة بانتظار الباصات لنقلهم إلى الحدود، فيما قامت قوات الدرك بفض الأعداد الغفيرة عبر الضرب بالعصي وبث الغاز المسيل للدموع.
مدير إدارة شؤون اللاجئين السورين في الأردن الدكتور وضاح الحمود، أشار إلى وجود مشكلات في تنظيم الأعداد الكبيرة من طالبي العودة، حيث تراكمت كشوف طلبات العودة على مدى شهرين تقريبا، وعليه قامت الإدارة بالتعاون مع وجهاء المجتمع المحلي السوري في مخيم الزعتري لتلقي الطلبات عن طريقهم، مما تسبب بحدوث ازدحام وتدافع وأعمال شغب عند الباصات، مما اضطر الإدارة إلى زيادة مضاعفة عددها.
وأكد الحمود أن الإدارة تعمل بالتعاون مع قوات الدرك والقوات المسلحة، على تأمين المناطق لإعادة اللاجئين إلى سورية وتنظيم آلية عودتهم.
في الوقت الذي يفضل فيه كثيرون البقاء في أمان داخل مخيمات اللجوء وتحمل الأوضاع المتردية هناك، إلا أن آخرون قرروا مواجهة واقعهم واختيار الطريق الأصعب في العودة إلى بلدهم ومواجهة واقعها، آملين أن يجدوا فيها ما يحفظ مواطنتهم وكرامتهم وأمنياتهم.

أضف تعليقك