"أريد أن أصبح طبيبا جراحا لأساعد الأطفال فاقدي الأطراف"، بهذا الأمل يخطو الطفل السوري باسل الريابي نحو مستقبله، رغم بتر قدميه وكفه.
قصة باسل ذي التسعة أعوام، تبدأ في مدينته درعا، حيث كان يلهو مع أقرانه بكرة القدم، ليفاجأ بكرة حديدية لم تكن سوى بقايا قنبلة عنقودية غير منفجرة، أفقدته كفه اليسرى، وقدميه إضافة إلى إصابة عينه اليمنى.
وتروي سهى مربية باسل من منظمة سوريات عبر الحدود، كيف وصل إلى الأردن مع أمه، التي اضطرت للعودة إلى سورية لاصطحاب ابنتها الوحيدة، لتستقبله منظمة أطباء بلا حدود لرعايته، إلا أن والدته لم تتمكن من العودة إلى الأردن.
وتشير سهى إلى اعتماد باسل على نفسه، رغم وضعه الجسدي، في كافة أنشطته اليومية وأداء حاجاته، كالنزول والصعود على الأدراج أو المقاعد، حتى أنه يقضي وقتا من يومه باللعب، بما يمتلكه من طاقة هائلة.
ويحلم باسل بأن يكون في يوم من الأيام، طبيبا جراحا، لمساعدة أقرانه ممن يشبهون حالته، إضافة إلى مساندة والدته وشقيقته معيشيا، تقول سهى.
أما باسل نفسه، فيعبر عن تعلقه بمركز العلاج في المنظمة، لما يقدمه من رعاية وتنظيم الرحلات والنشاطات الترفيهية، لافتا إلى تعلمه القراءة والكتابة خلال الرحلات والجلسات العلاجية.
ويأمل باسل بالعودة إلى المشي على قدميه قريبا، لعله يعاود اللعب مع رفاقه، وممارسة هوايته بالسباحة.
الدكتور عبد الحكيم كيوان المطلع على حالة باسل الطبية في المنظمة، يوضح أن انفجار القنبلة أدى إلى بتر ساقي باسل ويده اليسرى، لتجرى له لاحقا عدة عمليات لتصحيح البتر في القدمين، لتجرى عملية أخرى لاحقا، لتكون هنالك إمكانية لتركيب أطراف صناعية.
هذا وتقدر منظمات طبية أعداد السوريين الذين استفادوا من تركيب الأطراف الصناعية في الأردن خلال العام الحالي، بحوالي 203 سوريين، بينهم 29 طفلا دون الثامنة عشرة من العمر.