انقطاع الكهرباء عن 90% من اللاجئين في "الزعتري" منذ 3 شهور

انقطاع الكهرباء عن 90% من اللاجئين في "الزعتري" منذ 3 شهور
الرابط المختصر

90% من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري يعيشون للشهر الثالث على التوالي بدون كهرباء، في ظل انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي عن مخيم الزعتري، بحسب مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ديما حمدان.

الكهرباء مقطوعة لدينا منذ الثلجة الأولى، أي ما يقارب الثلاثة أشهر، يقول اللاجئ السوري الخمسيني أنس الحوراني، ولحل هذه المشكلة اتفق الحوراني مع بعض من جيرانه واشتروا مولد كهرباء، لإنارة مسكنهم بمصباح واحد فقط، وليتمكنوا من شحن هواتفقهم النقالة كونها صلتهم الوحيدة بالعالم الخارجي.

140 دينارا هو ثمن المولد، تقاسمها الجيران سوية حسب الحوراني، مضيفا أن المشكلة الأخرى تكمن في تأمين البنزين اللازم لتشغيله لعدة ساعات في اليوم،ويوضح الحوؤاني أن إدخال البنزين إلى المخيم ممنوع بشكل قطعي، إلا أن الأطفال يتسربون عبر الشيك الى المحطة المجاورة ويشترونه منها ويدخلونه إلى المخيم خلسة.

زيد أبو حمد لاجئ سوري آخر اشترى مولدا خاصة له، يروي كيف تقوم سيارات خاصة بإدخال البنزين إلى المخيم وبيعه أمام مول "الرحمة"، حيث يستطيع أي كان شراءه من هناك وبأي كمية، وبسعر دينار ونصف للتر الواحد الذي يساوي سعره في المحطة المجاورة 52 قرشاً.

ويضيف أبو حمد أن اللاجئين مضطرين لشراء البنزين من السوق السوداء في المخيم لتشغيل مولداتهم، فالخروج إلى المحطة المجاورة ممنوع، وإدخال البنزين عبر البوابة ممنوع، والتسلل إلى المحطة المجاورة عبر الشيك ذهابا وإيابا يعتبر خطيرا، حيث أنه من الممكن القبض على المتسلل وتكون عقوبته الترحيل إلى سورية بدون أي نقاش.

ويشير إلى أن تجارة بيع المولدات في المخيم أصبحت من أنشط أنواع التجارة، فالمولد المصنوع في الصين والذي يباع خارج المخيم بسعر يتراوح بين 60 و70 دينارا، يباع اليوم داخل المخيم بين 140 إلى 150 دينارا، ناهيك عن تجارة الأضواء القابلة للشحن والتي أصبحت هي أيضا تجارة مربحة بأسعار عالية.

بيع الكهرباء أيضا أصبح ممكن في مخيم الزعتري حسب أبو حمد، موضحا أن غالبية المحلات التجارية في سوق المخيم تملك مولدا كهربائيا، يقوم البعض من أصحاب هذه المولدات ببيع الكهرباء للاجئين السوريين، فشحن الهاتف النقال، أو الضوء القابل للشحن، يكلف مبلغا يتراوح بين 20 قرشا إلى ربع دينار للمرة الواحد.

أحمد لاجئ في الزعتري ومهندس كهربائي، يبيع المولدات الكهربائية في المخيم، ويقوم بصيانتها وتصليحها أيضا، يؤكد أن الطلب عليها كبير جداً، موضحا أن المولدات المتوفرة في السوق صينية الصنع أو كورية، وكثيرة الأعطال، وصيانتها مصدر آخر جيد للرزق في المخيم اليوم.

ويضيف أن أسعار المولدات تتراوح بين 85 دينارللمولد الصغير، وتصل إلى 400 دينار أردني للمولد الكبير، يشتري اللاجئون المولدات الصغيرة لإنارة مسكنهم، ويقتني المولدات الكبيرة التجار وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم والمولات في سوق المخيم.

أحمد يؤكد أن جميع المولدات في السوق سيئة الصنع، وكثيرة الأعطال، وتحتاج لصيانة مستمرة، موضحا أن الحظ هو العامل الوحيد الذي قد يلعب دورة في اقتناء مولد جيد لا تتعطل بسرعة، فتكاليف إصلاح المولد ليست قليلة وقد تصل إلى 60 دينار في حال تعطل الملف النحاسي داخلها.

الناطق الرسمي في شركة كهرباء إربد هشام حجازي يوضح لـ "سوريون بيننا" أن انقطاع التيار، سببه الأعطال المتكررة في المحولات التي تزود المخيم بالكهرباء، وذلك بسبب الإعتداءات المتكررة عليها والاستجرار غير الشرعي للكهرباء منها، حيث طلبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فصل التيار الكهربائي عنها كي لا تتضرر هذه المحولات.

تعتبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المسؤولة عن تزويد مخيم الزعتري بالكهرباء، في وقت تؤكد فيه مديرة العلاقات الخارجية ديما حمدان، أن عملية إصلاح شاملة وإعادة بناء تتم الآن لبنية شبكة الكهرباء التحتية في المخيم، بهدف إعادة تأهيلها كي تستطيع تحمل الضغوط الواقعة على الشبكة والتي لم تكن مهيأة أصلاً لتحملها، حيث خصصت لتزويد المرافق العامة في المخيم بالتيار الكهربائي فقط.

وتوضح حمدان أن المفوضية لا تعلم بالضبط متى ستتم الموافقة على خطط إعادة بناء بنية شبكة الكهرباء التحتية في المخيم، من قبل الحكومة الأردنية، إلا أن حل مشكلة التيار الكهربائي في المخيم، هي الآن من الأولويات لدى المفوضية، وعلى جدول الأعمال.

مصائب قوم عند قوم فوائد يقول المثل، فانقطاع التيار الكهربائي في مخيم الزعتري، زاد من صعوبة حياة اللاجئين السوريين فيه، إلا أنه أوجد فرص عمل لآخرين ومصدر جديد للرزق.