انخفاض معدلات عودة اللاجئيين إلى سورية

انخفاض معدلات عودة اللاجئيين إلى سورية
الرابط المختصر

تشهد معدلات وأعداد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن إلى سوريا انخفاضا ملموسا يوميا بعد يوم، مقارنة بالفترات الماضية، حيث تفضل بعض العائلات السفر إلى تركيا للتوجه إلى بلدان آخرى في أوربا، أو انتظار إعادة توطينهم في دول أخرى.

اللاجئة السورية نورا محاميد، تقطن مع أسرتها المكونة من تسعة أفراد في محافظة جرش، ترى أن أغلب اللاجئين كانوا يفكرون بالعودة إلى بلادهم، وخصوصا في المناطق التي انسحب منها الجيش النظامي وسيطرة قوات المعارضة عليها،  إلا أن خوف العائلات من القصف المتواصل هو ما جعلهم يعيدون التفكير بذلك.

فيما عدلت اللاجئة السورية كريمة الطالب عن نيتها بالعودة إلى بلدتها نوى في درعا السورية، بعد إعادة وضعها على قوائم المستفيدين من المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، وحصولها على المساعدة المالية عن طريق نظام بصمة العين المقدمة من المفوضية الالسامية لشؤون اللاجئين، مما ساعدها على تحمل أعباء اللجوء، وتوفير بعض المستلزمات الأساسية لعائلتها.

الناطق الإعلامي في المفوضية محمد الحواري، عزا أسباب انخفاض معدلات العودة الطوعية للاجئين، إلى تفعيل برنامج الغذاء العالمي بشكل تدريجي لبرنامج المساعدات المقدمة للاجئين السوريين في الأردن، مشيرا إلى مساهمة الدعم الذي وصل إلى المفوضية بإدراج عوائل جديدة في برنامج  الدعم المالي المقدم وفق نظام بصمة العين، في تحسين أوضاعهم المعيشية، وجعل العائلات أكثر استقرارا.

ويؤكد الحواري أن عدم استقرار الأوضاع في سورية، يجعل اللاجئين يفكرون أكثر قبل العودة،  حيث بدأت الأوضاع  تأخذ منحى مختلفا، ما يجعلهم يفكرون بالبقاء في الأردن.

ويضيف "ما نسعى إليه هو أن يستطيع برنامج المساعدات المالي الإيفاء بكل الاحتياجات وتغطية جميع العوائل التي تصنف بالعوائل الأكثر احتياجا.

ويشير الحواري إلى انخفاض معدلات العودة الطوعية للاجئين إلى سورية، فبينما بلغ معدل اللاجئين العائدين خلال شهر أيلول الماضي، 150 عائدا يوميا، فيما وصل إلى ما دون 100 عائد، بواقع خمسة أيام في الأسبوع.

المحلل السياسي منار الرشواني، يرى أن زيادة حجم المساعدات لم تكن حافزا للاجئيين لعدم التفكير بالعودة إلى ديارهم، لأن معظمها لا يتجاوز الوعود من الدول المانحة بزيادة المنح المالية، الأمر الذي لا يترجم سريعا على أرض الواقع.

ويرجع الرشواني انخفاض معدلات العودة، إلى استعاضة الكثير من اللاجئين ذلك بالسفر إلى تركيا، على أمل التوجه لبلدن لجوء آخرى في أوروبا.

ويلفت إلى أن تصاعد العمليات العسكرية والعمليات العسكرية الروسي، بدأ يمتد إلى المناطق الجنوبية، ما يصعب ليس فقط عودة اللاجئين، بل قد يخلق موجة لجوء جديدة، الأمر الذي يطرح خطرا جديدا على اللاجئين والمنطقة.

هذا ويبلغ عدد اللاجئيين السوريين المسجليين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، 629,128 لاجئا، يقطن أغلبهم في المجتمعات المضيفة والمحافظات الشمالية خارج المخيمات.

في ظل ضعف خطط الاستجابة الدولية  للأزمة السورية، كثير من اللاجئيين السوريين لن يستطيعوا العودة إلى وطنهم بعد غياب الحلول الناجعة لتلك الأزمة وتصاعد وتيرة المعارك، هاربين من شبح الموت والحرب الذي بات يلاحقهم أينما ذهبوا