"المونة السورية".. محاولات لتأمين سبل العيش
أمام الواقع المعيشي الصعب، وتراجع حجم المساعدات المقدمة للاجئين السوريين، لجأ العديد منهم إلى إنشاء مشاريع صغيرة، ومنها مشروع "المونة السورية"، الذي يعتمد على تسويق منتجات غذائية منزلية يدوية، لتأمين حياة كريمة لأسر العاملين فيه.
أبو رأفت، من مدينة حمص، لجأ إلى الأردن بعد الأحداث في سورية، ليواجه أعباء الحياة وتكاليفها، الأمر الذي جعله يبدأ مشروعا صغيرا لإنتاج "المكدوس والمخللات"، ما لبث أن توسع، مع تزايد الطلب على منتجاته.
إلا أن طريق أبو رأفت لم يكن سهلا، حيث واجه العديد من الصعوبات في مشروعه، بدأت بعوائق تسويق منتجاته، وعدم الحصول على ترخيص للعمل بشكل رسمي وقانوني.
أم محمد التي تعتبر "الأم الروحية" للمشروع، ترجع سبب نجاحه إلى العمل بروح الفريق الواحد، مشيرة إلى اختيارها المشروع الأقرب للمرأة السورية واهتمامتها، بهدف إعالة أسر العاملات فيه.
وتشير أم محمد إلى تنوع منتجات المشروع من أصناف المواد الغذائية المنزلية اليدوية، من المكدوس والمخللات واللبنة والمربايات بأنواعها، وذلك مراعاة لمختلف الأذواق.
وفي محاولة للمساهمة بتسويق منتجات هذه المشاريع الصغيرة، أقامت عدة جهات معارض لتقديمها للزوار، كما كان الحال بتجربة "البازار"، الذي تنظمه فريق "هذه حياتي".
ويوضح مدير الفريق محمد ارحابي، أن مردود البازار يعود للعوائل المشاركة، بعد التواصل معها لتجهيز بضائعهم المنزلية، مشيرا إلى إقامة عدة "بازارات" في المراكز التجارية، والتي شهدت إقبالا واسعا بين المواطنين الأردنيين.
من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي الاجتماعي حسام عايش، على ضرورة إنشاء الأسر السورية لهذه المشاريع الصغيرة، للاستعاضة بها عن مساعدات المنظمات المحلية والدولية التي تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ويوضح عايش بأن مثل هذه المشاريع تندرج تحت مسمى "الاقتصاد الخفي"، والذي قد يلجأ إليه المواطنون الأردنيون أو السوريون، بما يكفي لتلبية حاجاتهم اليومية.
ويلفت إلى أن العديد من الأردنيين كانوا يتجهون إلى سورية للتسوق وشراء مثل هذه المنتجات السورية اليدوية لما تتميز به من جودة عالية.
و تبقى هذه المشاريع الصغيرة أملا للعديد من اللاجئين السوريين بأكلاتهم التي قد تعيدهم إلى أجواء بلادهم، لمواجهة مصاعب الحياة، وتأمين قوت عيالهم، بعد ما عانوه من ظروف اللجوء.