المنظمات الدولية خيار اللاجئين الوحيد للبحث عن ذويهم المفقودين

المنظمات الدولية خيار اللاجئين الوحيد للبحث عن ذويهم المفقودين
الرابط المختصر

اختفاء فرد أو أكثر من أسرة واحدة، يشكل بلا شك صدمة عاطفية في حياة أفرادها، واقع يواجهه اللاجئون السوريون في شتى بقاع الأرض.
إلا أن بعض الأمل يلوح أمام ذوي المعتقلين، فالمؤسسات الدولية ونشطاء حقوق الإنسان في الداخل السوري وخارجه يعملون على توثيق بيانات المعتقلين ومحاولة الوصول إلى أماكن اعتقالهم.
أبو جاسم لاجئ سوري في الأردن، فقد ولديه جراء الاعتقال، ولم يصله خبر عن بقائهم على قيد الحياة إلا بعد ثلاث سنوات وشهرين، عندما كانت خالتهم تبحث عن أبنائها في المعتقلات السورية، وصادفت اسمه على قوائم المنقولين إلى سجن صيدنايا العسكري، حسب ما أوضح أبو جاسم.
أما ابنه الثاني فيؤكد أبو جاسم على مضي عام وتسعة أشهر دون أن يعلم عنه أي شيئ، مستدركا، استعداده لسماع أي خبر عن مصيره في حال كان مقتولا أو ما زال حيا.
يوسف الحريري لاجئ سوري آخر اعتقل ولده في سوريا وعلم عن مكان اعتقاله إثر خروج أحد المعتقلين المجاورين له في نفس الزنزانة، حيث اتصل به وأخبره عن مكان اعتقاله.
ويحكي الحريري لـ"سوريون بيننا" عن محاولاته السابقة في البحث عن ابنه في المعتقلات، حيث التقى مرة في مكاتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بموظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي أكد له أن اللجنة لا تقدم أي مساعدة لذوي المعتقلين، سوى إمكانية البحث عنهم.
في ملف المعتقلين السوريين تعمل المنظمات الدولية على البحث عن المعتقلين وتوثيق مكان اعتقالهم، وتتحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه المسؤولية منذ بداية الأزمة السورية، ولحساسية هذا الملف رفضت الناطقة الإعلامية في اللجنة الدولية هلا شملاوي تزويدنا بأي معلومات عن آلية عملهم في البحث عن المفقودين.
من جانب آخر وصل عدد المعتقلين والمختفين قسريا في سوريا إلى 215 ألفا بتقدير إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حسب ما أكدت الناطقة الإعلامية هناك نور الخطيب.
وتوضح الخطيب أن عمل المؤسسة بدأ منذ مطلع عام ،2011 وتعتمد هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على إحصاءاتهم، ويشمل عملهم جميع الانتهاكات التي يقوم بها النظام السوري والأطراف الأخرى من القوى المسلحة في سوريا.
وتؤكد الخطيب أن المؤسسة وثقت 120 ألف معتقل بالزمان والمكان وتاريخ الاعتقال ومكانه، ويصل العدد الفعلي للمعتقلين إلى 215 ألف معتقل، و85 ألف مختف بصورة قسرية ، مؤكدة أن مصير هؤلاء مجهول ولا يعترف النظام السوري بوجودهم.
ليس النظام السوري وحده من يقوم باعتقال الأفراد، فقوى المعارضة المسلحة حسب الخطيب لها نصيب في عمليات الاعتقال، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش قاما باعتقال ما يصل إلى 3500 فردا، أما جبهة النصرة فقد وصلت إلى 950 حالة اعتقال.
أما عن ألية المساعدة التي تقدمها المؤسسة لذوي المعتقلين في البحث عنهم، فتتلخص بتسجيل شهادات الأقارب من الدرجة الأولى ومن ثم تقديمها إلى المقرر المعني بملف المعتقلين والاختفاء القسري في الأمم المتحدة، الذي يراسل بدوره وزارة الخارجية السورية بشأن المعتقل، وفي معظم الأحيان ينكر النظام السوري وجود المعتقلين لديه، حسب ما تؤكد الخطيب.
آلاف العائلات السورية التي لجأت إلى دول الجوار، يبقى الأمل لديها معلقاَ بعمل المنظمات الدولية ونشاط الحقوقيين في الداخل السوري لمعرفة مصير أحد أفرادها المفقود هناك.